مَا يَقُولُهُ لِمَنْ صَنَعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفًا
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ، فَقَالَ لِفَاعِلِهِ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا ؛ فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ
صححه الألباني في صحيح الترمذي (2035)
شرح الحديث
الإسلامُ دِينُ الأخلاقِ العاليةِ، ومِن ذلك: أنَّه أمَرَ برَدِّ المَعروفِ بالمَعروفِ، وأنْ نُكافِئَ أهلَه، فإنْ قصَّرْنا عن المُكافَأَةِ، فلا أقَلَّ من الشُّكرِ والدُّعاءِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إذا قال الرَّجُلُ لأخيهِ" يعني: لمَن صَنَعَ إليه مَعروفًا، "جَزاكَ اللهُ خَيرًا"، أي: أعطاك اللهُ خَيرَ الجَزاءِ، أو أعطاك مِن خَيرَيِ الدُّنيا والآخِرَةِ، "فقد أبلَغَ في الثَّناءِ"، أي: بالَغَ في أداءِ شُكرِه؛ وذلك أنَّه اعتَرَفَ بالتَّقصيرِ، وأنَّه ممَّن عَجَزَ عن جَزائِه وثَنائِه، ففوَّضَ جَزاءَه إلى اللهِ؛ لِيَجزِيَه الجَزاءَ الأوفى . وقيل: هذا فيمَن لم يَجِدْ شيئًا لإثابتِه به، وقيل: بل مُطلقًا.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على حُسنِ الجَزاءِ على الهديَّةِ والمعروفِ، ولو بالدُّعاءِ
اللَّهُمَّ أعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ.