الغيرة شعور إنساني طبيعي جداً ، و لا يوجد إنسان لم يشعر بالغيرة ..
والغيرة نوعان :
أن يغير الانسان على شخص يهمه أمره ، أو على كرامته أو على أي شيء يخصه ، وهي تدفع الإنسان للحفاظ والدفاع عن ما يغير عليه ..
والنوع الثاني ، أن يغير الإنسان من شخص آخر ، بسبب محبة الآخرين له مثلا ، أو بسبب إنجازاته أو خصلة أو نعمة يراها فيه ولا يمتلكها هو..
وهنا أمرين ..
الأمر الأول :
أن تكون الغيرة محمودة ودافعها طيب ، تجعل الشخص يحسن من نفسه ويراجعها حتى يكون صورة أفضل من نفسه ، وهذه غيرة محفزة ، ولكن لها ضوابط ، أهمها أن لا يخسر الإنسان ذاته الحقيقية ويتحول لمجرد نسخة مقلدة من شخص آخر ويفقد جوهره الأصلي ..
الأمر الآخر :
أن تدفع الغيرة صاحبها لأذية من يغير منه سواء بالكلام أو الأفعال ، لانه لا يريد أن يكون لديه ما عنده فحسب ، بل يريد أيضا أن لا يراه ناجحاً أو سعيداً..
أي أن يسحب من تحت قدميه بساط النعمة ليستأثر بها لنفسه ، أو ربما ليحرمه منها والسلام ، هذه تعتبر غيرة حاقدة ، جالبة للحسد والبغضاء ، وهي من أمراض النفس الشائعة لدى الكثير للأسف..
إذا شعرت بالغيرة من شخص لأي سبب ، استجوب نفسك لتعرف نوع الغيرة..
إن كانت محفزة لك للتطوير من نفسك دون تكلف ، فهي محمودة ..
أما إن كانت حاقدة ، فقم بتوبيخ نفسك فوراً ، وتمنى الخير لغيرك ولنفسك ، لأن فيها استهلاك لطاقتك النفسية والبدنية ، ناهيك عن أنها تورث السخط على حياتك وتبعد عن قلبك الرضى ، وهو غاية المؤمن..