تتجه الأنظار دوماً الى البحث عن الوظائف ذات الرواتب المرتفعة، لكن الأميركيين التفتوا أخيراً الى وظيفة ذات دخل مالي مرتفع وفي نفس الوقت يُمكن القيام بها من خلال المنزل ومن دون الذهاب إلى المكتب أو مكان العمل، ولا يزال الطلب عليها مرتفعاً ويفوق الطلب على أغلب الوظائف الأخرى في الولايات المتحدة.

وقال تقرير نشرته شبكة "CNBC" الأميركية، واطلعت عليه "العربية نت"، إن الطلب يتزايد على المحاسبين المؤهلين في الولايات المتحدة، حيث تعاني سوق العمل الأميركية من نقص في المحاسبين، ويلجأ كثير من الشركات إلى تعيين محاسبين يقومون بالعمل من داخل منازلهم، أما متوسط الرواتب لهذه المهنة فيزيد عن 100 ألف دولار أميركي سنوياً.

ويقول التقرير إنه بسبب موجة من التقاعد وانخفاض عدد الأشخاص الذين يسعون للحصول على شهادات في المحاسبة، تكافح السوق الأميركية بأكملها من أجل توفير الموظفين الذين يعملون في مجال المحاسبة، مما يضع ضغطا إضافيا على المهنيين الذين ما زالوا يعملون في السوق.


وفي العامين الماضيين، ترك أكثر من 300 ألف محاسب ومدقق حسابات أميركي وظائفهم، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 17%، وفقاً لما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".

وتقول الصحيفة إن الدافع وراء الرحيل الجماعي هو أكثر من مجرد التقاعد، ولكن المحاسبين الأصغر سنا الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاما والمهنيين في منتصف حياتهم المهنية في الفئة العمرية 45 إلى 54 عاما يتركون المهنة بأعداد كبيرة.

ويستقيل العديد من المحاسبين بسبب عدم كفاية الأجور ومحدودية الفرص للتقدم الوظيفي، وفقاً لتقرير حديث صادر عن معهد المحاسبين الإداريين والذي شمل أكثر من 1200 متخصص في المحاسبة والمالية الحاليين والسابقين.

ويقول براندي بريتون، خبير المالية والمحاسبة في شركة روبرت هاف، إن ساعات العمل الطويلة في المحاسبة، 70 و80 ساعة في الأسبوع شائعة في بعض أكبر الشركات قبل المواعيد النهائية للضرائب ومراجعة الحسابات، هي رادع آخر.

ويضيف بريتون إن المحاسبين الذين يغادرون هذا المجال غالباً ما ينتقلون إلى وظائف في مجال التمويل والتكنولوجيا.