آهٍ منكَ أيها الفقد.. غابت عن سفرة إفطارنا تلكَ المائدة الطويلة.. فاقتصرت على بعض افرادٍ منّا، ذلك الضجيج الذي كنّا نتلَمّس منهُ الدفء حُرِمنا منه، ملامح مألوفة وعادات وأحاديث مكرّرة إعتدنا يوماً عليها، أصبحت الأوقات تزحف بِبُطء وصدى أصواتهم تكسِر لحظات الصمت ، رغمَ لا صمت باتَ هنا، ولكنه إحساسنا بأننا نفتقد أحدهم يجعلنا بعيدون كل البُعد عن مظاهر الحياة، لازالت أمكنتهم خالية لا أحد إستطاعَ أن يملأها ، حتى تعاقُب السنين.. يا لقسوتها، يا لهذه الأيام ، رغمَ مرور الزمن بقوا حاضرين أكثر من أي شيء.. غياب من نحب.. غابت معهم ملامح الحياة، فجاء رمضان مليء بالحنين.. بالإشتياق لوجوه لن يُعيدها الزمن.. جعلنا نشعُر بالفراغ الذي يتّسِع يوماً بعد يوم بداخلنا..