الطلاق.. وما أدراك ما الطلاق.. إنه أبغض الحلال عند الله، وسبب في إنشقاق وإنهيار الكثير من الأُسر. ويعتبر أحيانا الحل الأنجع والأفضل عندما تصل الحياة الزوجية الى مرحلة مسدودة وغير قابلة للإستمرار، ويعود الطلاق أيضاً الى ضعف الوازع الديني والبعد عن الدين. وتتم الآن بعض الزيجات من أجل راتب المرأة دون معرفة سلوكها أو أخلاقها وتربيتها وهنا تحصل الخلافات على الراتب أولا وعلى الخروج من البيت ثانياً.
ويكون الطلاق هو أكثر قسوة على المرأة المطلقة، حيث تعاني من نظرة إستثنائية سلبية في بعض الأحيان لا تخلو من الإنتقاد لأسباب إجتماعية.
تشير الأرقام الصادرة عن الدوائر الرسمية في الأردن الى إزدياد نسبة الطلاق عاماً وراء عام.
وبحسب الاحصائية السنوية لدائرة الافتاء العام في العاصمة والمحافظات فإن مجموع حالات الطلاق الواقعة خلال السنوات الثلاث الماضية 37 ألفاً و615 حالة طلاق.
وتظهر الإحصائيات الصادرة عن دائرة قاضي القضاة الى أن إجمالي حالات الطلاق لعام 2010 بلغت أربعة آلاف و883 واقعة ، وبلغت عام 2011 ثلاثة آلاف و 727 واقعة ،وبلغت عام 2012 أربعة آلاف و800 واقعة طلاق وفي عام 2013 بلغت ثلاثة آلاف و339 واقعة ووصلت عام 2014 أربعة آلاف و523 واقعة.
وتظهر إحصائيات دائرة قاضي القضاة ان حالات الطلاق قبل الدخول بلغت لعام 2013 ألفين و479 وفي عام 2014 بلغت ثلاثة آلاف و 810.
وتبين الإحصائيات إلى أن أعلى حالات الطلاق للعامين الأخيرين كانت للفئة العمرية من 21 – 25، ففي عام 2013 بلغت ألفاً و152 حالة وفي عام 2014 بلغت ألفاً و532 حالة طلاق.
وما يبرر الاختلاف بين أرقام دائرة الأفتاء ودائرة قاضي القضاة أن الأولى قد يحصل المستفتي منها على فتوى بالرجوع عن الطلاق أما الأخيرة فهي تقوم بالفصل النهائي في وقوع الطلاق.
وتبيِّن دراسة أعدتها دائرة الإفتاء العام رصدت فيها الأسباب التي أدت الى الطلاق خلال الأشهر الخمسة الأخيرة من عام 2014 شملت (2315) حالة طلاق، اذ جاء في المرتبة الأولى تهديد الزوج لزوجته (365 حالة طلاق). وفي المرتبة الثانية عدم التسامح وإظهار اللطف والمودة بين الزوجين (335 حالة طلاق). واحتل تدخل الأهل المرتبة الثالثة بواقع (315 حالة طلاق). وفي المرتبة الرابعة عدم الإلتزام الديني (258 حالة طلاق ). وفي المرتبة الخامسة عدم استماع كل من الزوجين للأخر (235 حالة طلاق). وفي المرتبة السادسة عدم تحمل المسؤولية تجاه البيت والأولاد (167حالة طلاق). وجاءت الإمكانيات المادية لتحتل المرتبة السابعة (154 حالة طلاق). وجاء في المرتبة الثامنة الغيرة وعدم الثقة بين الزوجين (106 حالات طلاق).
وبحسب الدراسة فإن (175 حالة طلاق) فضل الزوج عدم كتابة السبب الحقيقي للطلاق، وقد تنوعت أسباب الطلاق لكن من الأسباب اللافتة وجود 57 حالة بسبب الخيانة الزوجية و15 حالة بسبب وسائل التكنولوجيا الحديثة. وهناك العديد من قصص الطلاق المتعددة ومن أغربها اختلاق الزوج أموراً بشتى الطرق والوسائل والمؤامرات من أجل الهروب من اعطاء الزوجة حقوقها الشرعية.
ويشير بعض أهل الإختصاص في هذا الشأن إلى عدد من الحلول التي تحد من تفشي هذه الظاهرة، أولها نشر التوعية بأهمية الاختيار المتعلقة بالشريكين لأن سوء الاختيار من الأسباب الرئيسية وراء حدوث الطلاق. وأيضاً أهمية إعطاء مساحة كافية لوسائل الإعلام لتقديم العديد من البرامج الهادفة حول الزواج وأسس الاختيار والقضايا الزوجية الأخرى. وعقد دورات توعية وإرشاد للمقبلين على الزواج تتضمن موضوعات حول الحقوق الزوجية والقضايا الاجتماعية.
وأخيراً .. وضع العديد من الضوابط على إجراءات الطلاق مثل إيجاد لجان إرشاد بالمحاكم الشرعية تتولى إجراءات التوجيه والإرشاد للأشخاص الراغبين بالطلاق كإحدى الوسائل التي تتولى هذه المهمة قبل وصول القضية الى القاضي الشرعي.