بينما كانت شركه الطيران تعلن عن قيام رحلتها الي االاسكندريه
انتابت احمد مزيج من مشاعر الفرحه الغامره والقلق الشديد
خمسه عشر عاما قضاها بعيدا عن الوطن في غربه
تسلح فيها بحب الوطن والحنين الي تنفس هوائه
والتريض في شوارع الكورنيش عصرا
والاستمتاع بالفريسكا مع اسرته الصغيره
اقلعت الطائره حامله كم من الم ذكريات الغربه
وباقه من زهور الامل في لقاء الاهل والاحبه
فوق السحاب كان احمد يتذكر تفاصيل طفليه ضحكتهما صراخهم وكل شئ فيهم
3 سنوات مضت منذ اخر لقاء بهما تذكر الفتور الذي كانت عليه زوجته حين تلاقيا
انتفض وجه احمد وازداد مشاعر القلق داخله
كان كلما تذكر طفليه احس بان مايشعر به مجرد اوهام
سريعا ما عاد الابتسام لوجه زوجته وقضي اجازته في جو من السعاده
ولما لاوهو مغرم بطفليه الجميلان
كان كلما اقترب موعد الوصول تتسارع دقات قلبه ويزداد قلقه
فكر مليا في سنوات عمره الضائعه في جب الاغتراب والحرمان
والعيش ممزقا بين الحنين الي المستقبل والواقع بكل الوانه الرماديه
لقد عاني كثيرا من اجل ان يحقق لزوجته وطفلاه حياه كريمه
الان يعيشون في فيلا رائعه طالما حلما بهما كثيرا
يمتلكون رفاهيه لطالما كانت لهما حلما من خياال
مايجعل احمد يشعر بان مافعله لم يذهب سدي
هو قناعته بان تلك المسافات التي فصلت بينه وبين اسرته
ماهي الاجسور عبرا عليها لتحقيق احلامهم بالحياه
وهاهو يعود لينهل من حب وحنان اطفاله وزوجته
مايعوضه عن كل شئ مضي من عمره
حين حطت الطائره رحالها في المطار كانت دقات قلبه تتسارع والعرق يتصبب منه
حين تجاوز قاعه الوصول لم يجد احد بانتظاره انتابته الدهشه
فقد ارسل الي زوجته موعد وصوله
لعلهما تاخرا بسبب زحام الطريق واليوم نهايه الاسبوع
استخدم هاتفه للاطمئنان عليهما ......
..الهاتف مغلق
بدء القلق ينهشه بعد مرور اكثر من ساعه ولم ياتي احد بعد
في الطريق الي بيته كانت الساعات الثلاث منذ وصوله تمر كانها قرون
لعبت الافكار السوداء براسه ربما حدث لهما مكروها او شئ
حين وصل احمد الي فيلته ذات الطراز المعماري الرائع
كان حارسا يجلس امام الفيلا
بادره احمد بتحيه
ازيك ياعم فتحي فلم يرد وانتبه فجاءه الي تحيته ..اتقصدني انا يااستاذ
نعم ياعم فتحي اقصدك انت واو ليس انت بحارس الفيلا
اجابه نعم ولكني لا ادعي فتحي
اجابه احمد او ليس هذه فيلا الزمرده
قال الحارس نعم يااستاذ ولكني انا حارس الفيلا وليس اسمي فتحي
فكر احمد مليا ربما اخطئ في ذكر اسم الحارس الذي ابلغته به زوجته منذ سنوات
انا المهندس احمد صاحب هذه الفيلا وانا قد عدت من الخارج
كانت كلمات احمد تثير اندهاشا بالغا لدي الحارس
ولاحظ احمد علي جهه الكثير من علامات الاستفهام
دخل احمد الي حديقه الفيلا يسبقه الحارس ورن جرس الباب
كانت الصدمه مدويه حين فتح الباب رجل لم يعرفه احمد
حين جلس احمد علي مقعد في صالون الفيلا
كانت زوجته تهبط درجات السلم في اتجاهه وعيناها اكثر اصرارا وقوه
احمد حمد الله علي السلامه
من فتح الباب هو زوجي تزوجته بعد ان طلقت منك بحكم المحكمه
هذه الفيلا باسمي والاولاد يحبون زوجي فارجوك غادر حياتنا
نحن لانحتاج لوجودك معنا
دعنا نعيش في هدوء وسلام
يمكنك العوده الي شقتك القديمه والعيش فيها وبدء حياه جديده
لم يدري احمد ماذا يفعل ولكنه كان يفكر مليا