قصة "حافظ للقرآن " الذي احترف التمثيل

ولد محمد شكري الحسيني سرحان، يوم 12 مارس 1925، في قرية الغار، مركز الزقازيق، محافظة الشرقية، والتحق بمدرسة فؤاد الأول الثانوية بالعباسية، ورسب مرتين وتم فصله، لكن ناظر مدرسة الإبراهيمية الثانوية بجاردن سيتي وافق على قيده بالمدرسة لتفوقه في رياضة الملاكمة، كما أنه يحفظ القرآن عن ظهر قلب، ولا تفوته صلاة، فهو من أسرة متوسطة متدينة ووالده رجل دين أزهري.

وبمناسبة ذكرى ميلاد شكري سرحان، والتي سبق وأشرنا إليها، بجانب ذكرى وفاته التي تأتي في نفس الشهر، يوم 19 مارس، يستعرض «المصري لايت» أسرار حياة فتى الشاشة، أو ابن النيل كما يحب أن يلقبونه، أو الفتى الذهبي كما أسمته الصحافة، وذلك على حلقات متتالية، سرد بعضها الكاتب محمود معروف في كتابه «روائع النجوم».

ذات مرة، زار عمر الشريف صديقه شكري سرحان، في منزله ومعه صديقهما أحمد رمزي، وقال له: «يا شكري سأقوم بإنتاج فيلم بعنوان (لا تطفيء الشمس) قصة إحسان عبدالقدوس، وقد وقعت عقد شراء قصة الفيلم ويشاركني البطولة أحمد رمزي وعماد حمدي ونادية لطفي وليلى طاهر عقيلة راتب، ويخرجه صلاح أبوسيف، والمفرض أن يبدأ التصوير بعد غد، وقد وقعت العقود مع كل الفنانين والفنانات وقبضوا العربون مقدمًا، لكن حدث ما لم أتوقعه، فقد اتصل بي المخرج الأمريكي ديفيد لين، ليجري لي اختبارًا في أمريكا للمشاركة في بطولة فيلم (لورنس العرب) فإن نجحت في الاختبارات، فبطولة (لا تطفيء الشمس) لك، وستقوم أنت بدوري، وحتى لو فشلت في الاختبارات وعدت إلى القاهرة فالبطولة أيضًا لك، لأن التصوير سيبدأ بعد غد، وسأبقى في أمريكا شهرًا على الأقل، وأنا منتج الفيلم ولا أقبل الخسارة».

بالفعل، وافق شكري سرحان على البطولة ونجح الفيلم نجاحًا ساحقًا، وفي شهر مارس عام 1977، أسند لشكري بطولة الفيلم السياسي «وراء الشمس»، بجانب رشدي أباظة، محمود المليجي، محيي إسماعيل، وإخراج محمد راضي، ويتعرض الفيلم لفترة التعذيب أيام مراكز القوى وقمع الطلاب في الجامعات، ويتناول رموز مصر من جمال عبدالناصر، وأنور السادات وعبدالحكيم عامر.

عرض الفيلم على الرئيس الأسبق أنور السادات، فوافق، لكن الأجهزة الأمنية رفضت فكرة التصوير داخل الحرم الجامعي لجامعة القاهرة، وفشلت كل المحاولات، حتى عنما اتصل شكري سرحان ورشدي أباظة بفوزي عبدالظاهر سكرتير السادات الشخصي، لكن تشاء الظروف أن يموت عبدالحليم حافظ في 30 مارس عام 1977، أثناء تصوير الفيلم، ويقترح الممثل محيي إسماعيل على المخرج محمد راضي أن يستغل الجنازة الشعبية للعندليب، التي يشارك فيها أكثر من مليوني شاب وفتاة ممن يعشقون حليم، سوف يصرخون ويبكون، ومعظمهم من شباب الجامعات والمدارس.

قفز الجميع من الفرحة لفكرة محيي إسماعيل، وقال له رشدي أباظة: «يا ابن الجنية، دي فكرة واحد حشاش مسطول، يخرب عقلك، فكرة بمليون جنيه»، وبالفعل حشد المخرج عشرات الكاميرات في أماكن مختلفة فوق الأسطح ووسط الجنازة، وثلاث كاميرات على عربات نصف نقل، وتم وضع الجنازة كاملة في الفيلم، وكتبوا في الإعلانات: «شاهدوا فيلم وراء الشمس.. قصة المليون متظاهر».

في مطلع الثمانينيات، قدمت إذاعة الشرق الأوسط قصة مسلسل «ليلة القبض على فاطمة» في رمضان، وحقق نسبة استماع عالية، مما شجع مخرج المسلسل سمير عبدالعظيم، على إنتاجه وتحويله إلى فيلم سينمائي يقوم ببطولته نفس أبطاله في الراديو، وهم: فاتن حمامة، شكري سرحان، صلاح قابيل، محسن محيي الدين، نعيمة الصغير، ليلى فهمي، علي الشريف، وفيق فهمي، وتولى إخراجه هنري بركات، وكتب قصته سكينة فؤاد.

أتقنت فاتن حمامة لهجة أهل البرلس والمنزلة وبورسعيد، وساعدها في ذلك كاتب الحوار والرؤية الدرامية، ومع بدأ التصوير، كان من بين الأحداث مشهد يظهر فيه شكري سرحان وهو يبكي بكاءً شديدًا بعد القبض على فاطمة، وهي تصرخ بأعلى صوتها: «ماتستسلمش للظلم يا خال، اوعى تسيب حقك وحقنا يا خال»، وبالصدفة يومها علم شكري بخبر ووفاة صديقه عماد حمدي، فجلس يبكي بكاءً حقيقيًا وليس تمثيلاً، ودون أن يشعر شكري طلب المخرج من مدير التصوير وحيد فريد، أن يصور شكري بهذه الحالة، واستخدمها كمشهد حقيقي في الفيلم.

قصة "حافظ للقرآن " الذي احترف التمثيل 3910591898

قصة "حافظ للقرآن " الذي احترف التمثيل 3910591899

قصة "حافظ للقرآن " الذي احترف التمثيل 3910591900

قصة "حافظ للقرآن " الذي احترف التمثيل 3910591901

نورت العراب
قصة "حافظ للقرآن " الذي احترف التمثيل 1272575186

» هل تصح صلاة الإمام بقراءته للقرآن من الموبايل؟
» 16 حافظاً للقرآن الكريم كاملاً من أسرة واحدة
» مفتي فلسطين يحذر من تداول نسخ للقرآن الكريم
» حافظ على صلاتك
» يا حافظ القرآن