[rtl]هائمة وسط تلك الأحراش اليابسة التي تدلت بين تلك الجدران العتيقة تلتفت يمنة وشمالا لا تدري أين هي كأن ذاكرتها خانتها بتلك اللحظة فقد نسيت كل شيء إلا أمرا واحدا أن الدموع التي تحسستها على وجنتيها [/rtl]
[rtl]ألهموها أن حزنا ما تسلل بين عينيها الذابلتين ،بدأت تتأمل في المكان بعمق تحاول فهم ما يجري وكيف وصلت إلى هنا هدوء الليل و أصوات الذئاب تعوي جعلا يديها ترتعشان أمسكت قلبها الذي يكاد تتخطفه الهمسات[/rtl]
[rtl]من كل جهة[/rtl]
[rtl]...[/rtl]
[rtl]وبينما هي تترنح في مشيتها من الخوف إذ بها تلمح بيتا قديما تنهدت تنهيدة طويلة ثم قررت أن تذهب إليه فبقاؤها في الخارج يشكل تهديدا لها خاصة أنها تسمع حركات خافتة بين الحشائش هنا وهناك أسرعت في[/rtl]
[rtl]خطوهاحتى وصلت إلى عتبات ذاك البيت بابه كان قديما وهشا وعلى نوافذه بعض الأشواك و خيوط عنكبوت ملتصقة بتلك الزوايا ترددت كثيرا في الدخول بقيت تفكر لثواني معدودة لكن ذاك الصوت المفزع الذي سمعته[/rtl]
[rtl]في الجهةالمقابلة كاد أن يحبس أنفاسها أغلقت الباب بصعوبة جثت على ركبتيها فرجلاها تجمدتا رعبا و هلعا حاولت أخذ بعض الأنفاس التي هربت منها حركت عينيها بتأن تستطلع المكان كان الظلام حالكا سوى بعض[/rtl]
[rtl]الشموع التيكانت معلقة بأحد الغرف ،فضولها دفعها لأن تقترب منها لكن بحذر شديد، بخطو خافت و قلب سقطت أضلعه التي تحمله دنت من هناك لترى كرسيا هزازا عليه بعض التراب الناظر له يحس أن شخصا كان[/rtl]
[rtl]جالسا عليه منذ فترة قصيرة ...[/rtl]
[rtl]بدأت أطرافها ترتعد ذهبت صوب الباب لكن وجدته مقفلا شدت على القفل بقوة لكن لا فائدة شعرت بأن يدا تضغط عليه بدأت تبكي حتى دخلت في نوبة هستيرية وما زاد من حدتها صوت ينطق إسمها[/rtl]
[rtl]"سارة...سارة"[/rtl]
[rtl] قالت بلسان تلعثمت حروفه "من أنت من أنت دعني أخرج أرجوك"[/rtl]
[rtl]خيم صمت للحظة ثم لمحت أن النوافذ تفتح وتغلق وذاك الصوت ينادي عليها لا يتوقف "سارة.. سارة"[/rtl]
[rtl]إنزوت بين أحد الجدران واضعة يديها على وجهها كي لا ترى ما يحيط بها شعرت بأن أحدا يلامس شعرها الطويل و يقرب أنفاسه منها ببطء فتحت عينيها لتجد أن كل المصابيح مضاءة و أن الأثاث الذي كان مهترئا[/rtl]
[rtl]أصبح جديدا تعجبت ودار في ذهنها ألف سؤال هل أنا أحلم أم أني في حقيقة ؟[/rtl]
[rtl]تمنت لو لم تعد موجودة فالصبر قد نفذ منها و الروح بدأت ترتحل إلى السماء سقطت على الأرض مغما عليها بعدما إستفدت كل طاقتها لا تشعر بأي شيء وبينما هي كذلك إذ بيد تشدها من كتفها وتهزها هزا[/rtl]
[rtl]تظاهرت بالموت حتى لا تصبح طعاما لذاك المجهول الذي يلازمها كظلها مذ دخلت إلى هناك..[/rtl]
[rtl]رأت نورا مشعا تسلل إلى بؤبؤ عينيها أشعرها بهدوء دافئ لتجد من وراءه طيف أمها يناديها "إستيقظي ..إستيقظي"[/rtl]
[rtl]مدت إليها يديها الباردتين على أمل النجاة أمسكت بها و أخرجتها من ذاك الواقع المفزع لتجد نفسها بعدها في غرفتها إكتشفت أن ذلك لم يكن سوى حلما مزعجا ..[/rtl]
[rtl]صاحت أمها في وجهها قائلة :"لقد تأخرتي عن مدرستك هيا والدك في إنتظارك"[/rtl]
[rtl]أمي لقد رأيت مناما مخيفا ألا تلاحظين وجهي مصفرا[/rtl]
[rtl]نعم أرى ذلك هذا كله من كثرة أفلام الرعب التي تتفرجينها كل ليلة يكفي كلاما هيا إفعلي ما أمرتك به ...[/rtl]
طأطأت رأسها بخجل عازمة أن تكف عن هذه العادة السيئة التي جعلتها ضحية رعب و خوف .