(الرجل المدلل)
وهو "دلوع الماما" أي نشأ وترعرع على الدلال المفرط والذي يكون في معظم الأحيان قد أفسده. قد تجديه ممتليئ الجسم أو لديه "كرشة صغيرة" , قد يقضي معظم وقته في البيت, ويعتمد كليا على والدته في كل الأمور كإختيار الملابس مثلا, ليس لديه شعور بالمسؤولية ولا يستطيع أن يكون مستقلا بذاته, ولا يحسن التصرف, أناني وطفولي معظم الأحيان.
يقول الدكتور خليل فاضل استشاري الطب النفسي : "علاقات -هذا النوع من الشخصيات- الاجتماعية في الغالب لا تستمر طويلا ، لأنه لا أحد يتحمل ذلك النمط من الشخصيات خاصة أن الأم لا تترك لأبنائها الحرية في تحديد شكل العلاقة أو اتخاذ القرارات الخاصة بما تمر به من مواقف. فما بالنا عندما يصبح هؤلاء الأبناء أزواجا وزوجات، هنا تكون الكارثة لأنه يقع على عاتق الطرف الآخر تحمل عبء مسئوليات كل أفراد الأسرة بدءا من الاهتمام الزائد بشريك الحياة نفسه وانتهاء بالأبناء. لكن الأزمة تزداد عندما يكون الزوج شديد الأنانية ، لأننا في مجتمعاتنا العربية نمنح المرأة العذر في التدلل وإلقاء عبئها هي وأولادها على عاتق الزوج لا العكس. وكثيرا ما تلجأ لعيادتي زوجات يعشن تلك المأساة اليومية ، ويؤكدن لي أنهن بين طرفي سندان الزوج من ناحية ومطرقة الحماة من ناحية أخرى .فالزوج لا يكف عن ترديد كلمة أريد ، وعن التفكير في ذاته، والحماة لا تكف عن مراقبة الأداء اليومي للزوجة ومدى جودته"
كيفية التعامل معه:
علاقة الإبن بأمه من أهم العلاقات الإنسانية, ولكن هناك إرتباط منطقي وطبيعي, وهناك تعلق يفوق المعقول. لذلك إعلمي عزيزتي أن الرجل المدلل شديد التعلق بوالدته, لذلك الوصول لقلبه يبداء بالوصول لقلبها والإنقياد لأوامرها, فقد تلاحظين بأنه يقول مثلا:" أنتي الفتاة التي كانت تحلم بها والدتي لتكون زوجة لابنها". لذا اصنعي استقلاليته بالتدريج ليعتمد على نفسه في حياته واختياراته, نعم فأنت تتعاملين مع طفل كبير, فهو يعتمد على أمه في كل شي سواء ماديا ومعنويا ونفسيا.
للتعامل معه يحتاج أن تكوني صبوره ومحبه كما يرى الدكتور يحيى الرخاوي أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة,يقول:" يمكن للزوجة أن تضحي وتصبر على هذا الزوج المتطرف في علاقته بأمه الأناني في تصرفاته، وأن تواصل حياتها معه من أجل الأبناء ، فلتصبر وتكملها معه بالحب وتحاول تعليمه كلمة "نحن" بدلا من كلمة "أنا" ، فمن خلال التعامل مع الزوج برفق وحب دائم ، ولين ويمكن أن يتعلم من زوجته ما فاته في الحياة، على شرط ألا تخبره بنيتها في تغييره فيعاند. وهذا هو دور المرأة المحبة إذا ما أرادت ترويض زوجها الأناني عليها أن تبدأ بترويض قلبه على الحب، وتخرجه من عالمه الخاص. أما الحماة فمشكلتها هينة فما على الزوجة إلا تجاهل نوبات غضبها والتركيز مع زوجها وتطوير علاقته بالحياة.
ختاما أقول.. إن كان الدلال المفرط أفسد هذا الرجل, الحب والإهتمام مع التعامل الذكي والإرشاد الغير مباشر قد تحوله من رجل مدلل إلى رجل معقول ومستقل في تفكيره واختياراته ويشعر بالمسؤولية. دائما تحتاج المرأة أن تعرف كيف تتعامل بذكاء مع عيوب الرجل ليصبح شخصا أفضل.. وهو ليس بالأمر الصعب على المرأة الذكية الصبورة والمحبة.