رجلا عبأ دلوا بالنجاسة (أكرمكم الله) وغطها بغشاء رقيق من العسل و الزبد وذهب إلى السوق و هو ينادي "يا شاري الفهامة" ...
اجتمع حوله المتسوقين لمعرفة هذه "الفهامة" التي تباع في الأسواق واحد من هؤلاء المتسوقين غمس أصبعه في الدلو فشم رائحة الكريهة لتلك النجاسة فصاح في الرجل "كيف يا رجل تبيع النجاسة و تقول أنها الفهامة"...
فرد عليه ذالك الرجل ،بائع الفهامة ، قائلا أنظر المفعول السريع ، لقد دخلتك الفهامة في الحين وأصبحت تفهم وتفرق بين النجاسة و غير النجاسة...
هي قصة تراثية ، والتراث كما هو معروف خليط من الحقيقة والخيال. قد تكون هذه القصة لم تحدث بالشكل المذكور ، لكن بالمضمون هي موجودة وملموسة في كل مكان وزمان. وقد يشتري الإنسان في حياته أكثر من "النجاسة" مغلفة فيما هو أحلى من العسل.
فمثلا على سبيل المثال و التوضيح ، التكنولوجية بجميع فروعها من "البرابول " إلى الحاسوب وشبكته العنكبوتية إلى الهاتف النقال ...الخ. هي بأتم المعنى الكلمة "فهامة" تباع في الأسواق وقل حتى مجانا في بعض الأحيان.
لكنها فهامة ممزوجة بما هو "أنتن" من "الفهامة" التي كان يبيع فيها ذالك الرجل في السوق. "نتانة" ممزوجة بطبقات من العسل و ما شابه العسل وعلى الشاري عدم غمس أصبعه مباشرة كما فعل ذالك الرجل ...