أعترف !
ان اكثر المظلومين في وقتنا الحاضر .. هو ابليس !
ابليس لمن لا يعرفه ، وان كنت اشك ، فهو ( طويل العمر ) بحق وحقيقة ،
هو الوحيد الذي وقف امام رب الكون سبحانه متحديا .. ان يغوي البشر ، ويحول طريقهم
من جنات عرضها السماوات والارض .. الى نار وقودها الناس والحجاره !
فهو بيننا طوال الوقت ، في صلاتنا ، نومنا ، احلامنا .. في كل تفاصيل حياتنا يحجز مقعد ثابت بالقرب منا !
ظهرت روايات .. ان ابليس متذمر من وضعه ، يبحث عن وظيفة .. يبحث عن فرصه لـ اثبات وجوده !
فهو ليس مثل الانسان يرفض العيش على الهامش .. وفوق الرفوف .. ويعلوه الغبار .. مثل ( المصاحف ) تماما !
بحثت عن ( واسطة ) كما هيا العاده نبحث عن الواسطة في كل امورنا اليومية .. حتى ابسط الامور تحتاج لواسطة !
بحثت عن واسطة عن طريق ابليس صغير يعمل في اعمال هامشية مثل ، التحريض على السب ، ورمي المخلفات ، وغيرها من الامور البسيطة ..
لعل اظفر بفرصه للقاء ( ابليس ) الاول .. وبعد تقديم ( مبلغ ) بسيط كالمعتاد للحصول على اي امر .. تم تحديد موعد مع ابليس .
فاجأني ابليس بتأخره عن موعده ! ووصل دون اعتذار .. بدأ في الحديث يبرر سبب تأخره ان الدنيا ماهي طايره يعني .. تماما كما يفعل ابناء أدم !
قال انه لم يعد يجد مكانه في هذه الديار .. ويبحث عن فرصة للهرب الى أوروبا والدول المتقدمة لعله يستطيع ان يعمل !
فهو على حد تعبيره لم يعد له اي أهمية هنا ! يقول : انتظر موعد الصلاة لـ ( أوسوس ) لهم فـ اجدهم لايصلون اصلا ! .. أنتظر تلك الفتاه لتستعد للخروج
لـ اوصيها بالزينة لتفتن البشر .. وأجدها تمسكني بيدي لتقول انا جاهزه .. يالله نطلع نفتن !
انتظر ذلك المسؤول ليسرق من الخزنه .. وأجده قد سرق .. وترك لي ( بخشيش ) حتى أصمت !
اخـرج للشوارع .. اقـف على الاشارات أنتظر اللون الاحمر حتى احرضهم على قطع الاشاره .. لكني لا أجد احد الكل يقطع الاشاره وكادوا احدهم أن يصدمني ..
انا لم اعتد على البقاء دون عمل .. أريد ان اشعر اني ( ابليس ) بجد !
مللت الجلوس على القهاوي .. وعلى الارصفه .. لا شغل ولا مشغله .. مثلكم تماما !
هذه الديار لم تعد صالحه لي .. ابحث عن مكان يحتويني .. عن بشر يقدروني ويخافون مني .
انتم لستم بحاجه الي .. انا اخشى على نفسي هنا !
سكت لوهلـة .. ثم رفـع رأسه .. لـ اشاهد دموعه وقـد بلت ( لحيتـه ) !
مسكيـن أبليس .. ومساكين نحنا اكثر !