يروى أن الأسد مرض مرضا شديدا أقعده عن أداء أعماله الهامه،وحجبه مدة طوية ع مقابلة العامة ..
وكعادة الرعية تدفقت الوحوش و السباع،من كافة الأصقاع،لعيادة أبي العباس ملك الغابة الشجاع،وتنافس الجميع في إبداء الوفاء،والإخلاص والولاء ،وتسابقوا للوصول ،لنيل الخطوة والقبول...وكان من بين الزوار جعدة الذئب الخبيث المكار الذي استغل غياب الثعلب المنكي بأبي الفوراس ليحولك له الدسائس فأسر إلى الأسد قائلا:لقد وصل خبر مرضك إلى جميع المجالس فعادتك جميع الوحوش وتغيب عن عيادتك أبو الفوراس ...وقد وصل إلى سمعي أنه يتمنى موتك وزوال ملكك،ومن منطلق إخلاصي وولائي،وحرصي ووفائي،رأيت من الواجب تبصيرك وتحذيرك.
وقال الأسد:إذا خضر أبو الفوراس اعلمني..وبعد حين حضر أبو الفوراس إلى الديوان،وسمع بمكر الذئب وما بدر عنه فبيت في نفسه القصاص منه..وتوجه الثعلب إلى الأسد وحياه بكل ثقة وجلد، وأطال التحيه دون أن ترمش له عين أو ترتعش من جسمه خليه...فقال الأسد وقد ازداد غضبه واشتد:كنت أجوب الصحاري و الفيافي و البراري،أبحث لمولاي عن الدواء وقداستشرت من صادفني من الخبراء والأطباء ، فوصفوا لي خرزة في عرقوب أبي جعدة ، فخذها لتداوي بها آلمك وتشفي بها أسقامك...فضرب الأسد بيده الذئب فأد ماها،وفتش عن الخرزة فلم يجد لها من أثر ،وبحث عن النظر...انسل الثعلب هاربا من بطش الأسد واختفى عن الأنظار حتى لايراه أحد،حتى إذا مربه الذئب ودمه يسيل على رجليه ،قال الثعلب ساخرا مسديا النصح إليه:ياصاحب الساق المخصبة بالدماء ،لاتخض في أعراض الغافلين الأبرياء،وإذا قعدت في مجلس السلطان فاحذر زلة اللسان،ولا تفتر على غير بالزور و البهتان ،واعلم أنه((من حفر جبا لأخيه وقع في))