يقال يا كرام في زمن القديم اين كان قانون الغابة هو الحاكم و الاسد
مالك العرش ، لكن هذا اسد طيب و عادل و لطيف مع كل الشعبه
و كعادته اليومية يمر هذا الاسد على شعبه يرى شؤونهم ، اخبارهم و
هو في جولته الاعتيادية و إذ يلتقي بعجوز في الغابة
فبعد السلام و الترحيب و سؤاله عليها و على حالها
لاحظ الاسد انزعاج العجوز من اللقاء فسألها : ما لك منزعجة
قالت : استسمح يا ملكي و لكن هناك شيء ارغب قوله لك
بكل عطف سمح لها الاسد بالكلام
قالت العجوز :يا سيدي مع احترامي لك لكن يوجد رائحة كريهة تنبعث
من فمك ( مع احترامي لكم )
فصمت اسد و لم يجب على كلامي العجوز
و بعد هذا الصمت لدقائق قال للعجوز: انتظيرني هنا لبرهة راجع
استغربت العجوز و في نفس الوقت انتبها خوف عميق
انتظرت الاسد و إذا بعد مدة صغيرة من ذهابه رجع الاسد حاملا معه
مطرقة خشبية
فاندهشت و فكرت انه سوف يعاقبها ، و ازداد خوفها ، اقترب منها
الاسد طلب منها ان تأخذ المطرقة و ان تضربه على رأسه بكل قوتها ،
فزاد في اندهشها و لم تجرئ على قيامي بذلك و هو مالك الغابة فإذا به
يأمرها بزئيرا ان تفعلها
فما كان على العجوز إلا ان ضربته على رأسها بكل قوتها و سقط من
قوة الضربة ارضا مغميا عنه
اخذ عند الطبيب و اعتنوا به و لم تبرح العجوز جنب الاسد إلا لما اتأكد
من سلامته
تحسن الاسد و استرجع قوته و رجع لعرشه و مرت الايام على هذه
الحادثة و سنين
و في مرة من الايام كعادته الاسد في الجولة اليومية التقي بالعجوز مرة
اخري
سألت العجوز الاسد عن حالته كيف حال رأسه و الجرح الذي اصابه من
الضربة
اجابها الاسد : انظري الحمد لله التأم الجرح و اصبح لا يظهر
لكن الكلمة التي قلتها لم تلتأم في قلبي و لازالت بعد كل هذه السنين
تنزف و كأنها اليوم