في امسيه شتويه بارده
مااجمل ان تجلس امام مدفئتك
تستمد منها بدفئ مفتقد حياتك
تسترجع احلامك من الماضي
تتذكر كل الاشياء الجميله المنسيه
تعيدك تقلبات الشتاء الحالمه
الي الايام الرائعه المفعمه بالاحساس
هكذا تمر علينا الفصول متتابعه
تسرق من عمرنا الايام
لتصنع من الماضي سمريات الحنين
تذكرنا باحلام حسبناها نسيا منسيا
اذهب الي البوم الذكريات العتيق
اتصفحه بتعجب كاني اراه لاول مره
تلك الصوره من ثلاثون عاما
تفيض بالشباب عنفوانا وقوه
اين انتي ياخصلات شعري المفعمه السواد
تصفيفك الذي يشبه نجوم السينما في الاربعينات
مابقي منك الا بعض الشيب الذي يذكرني بقرب الرحيل
وتلك النظره المتفائله والمتحديه لكل الظروف
اين ذهبت وهي تختفي خلف الارهاق والتعود
اتعبها طول الانتظار وقبح الافكار التي تسكنها
كل شئ يتغير بعوامل الطبيعه والزمن
وهذا كتابي الذي قرائته مئات المرات
اصفرار اوراقه ينبئك بالحقيقه
كل شئ متبدل لايستقيم للابد
كم كانت افكاري جريئه حالمه متهوره
في زمن لاوقت فيه للثبات
امر علي الحروف كانها تاتي من جب سحيق
يالها من غربه نعيش فيها ولانؤمن بها
وانتي يااسطونتي المفضله القديمه
مازلتي في غلافك الاسود البراق
حين صنعك بيتهوفن وسماكي بالقدر
كان لايدري انكي ستصبحين يوما اثرا لايعرفه الحالمون
تنزوي مثل كل الاشياء القديمه
يعبث بقلبي ذلك الامل البعيد
تمر بي لحظات الانتشاء وانا اقرء
رساله محب مازال مراهقا بعد
تفوح منها رائحه العشق والامنيات
حين كنا نظن اننا يمكننا ان نغير الواقع
ما تلك الزهور الجافه العبقه
تذكرنا كم كنا نحلم ونعيش علي الحلم
كثيره هي الذكريات الدفينه التي تملائنا
يعجبها ان ترانا نسترجعها في الم
تستعذب الدموع التي نسكبها بحراره
والاجواء البارده تصنع منا وقودا لها
اعيد تشغيل سيمفوتيتي من جديد
لكنها لاتعمل لقد رحلت مع الايام
ولم يتبقي منها الا دمعتان
وكتابي ذو الاوراق العتيقه
مازالت رائحته تشعرني بالحنين
ورابطه عنقي الاولي في علبتها
الوانها مازالت تنبض بالحياه
تزهو لتذكرني كم كنت انيقا بالماضي
الوانها الزاهيه تعبر عن الشباب
لكنها تثير سخريه اولادي كثيرا
لايدركون مدي عشقي لها للان
هكذا اصنع لاولادي مجال للضحك
حين احكي عن اشيائي القديمه
المخبئه خلف صناديق النسيان
لايفهمون اطلاقا استعاده الذكريات
لرجل غزا الشيب مفرقه
ولم يتبقي له الا الماضي
ينظر اليه بكل فخر و سعاده
وحين ينظرون اليه بتعجب واشفاق
كانت مازالت لديه ذكريات كثيره
لم يسردها في امسيه بارده
وحراره تملئ عيناه الذابلتان
وهو يعاني ويكابد ويستعذب
انين الحنين المتمرد