غادر الزوج المنزل مغاضبا؛تاركا زوجته تتحدث في الهاتف إلى أمّها،
و قد استرق سمعه آخر كلامها لها :"انتظري لحظة"
دارت هواجس بخلد الزوج ؛و اصرار كبير منه جعله يرجع ليتحقّق من ان ظنونه في محلها
و ان الزوجة تشي باسرارهما لامّها.
تقدّم بخطوات و بحرص شديد حتى لا تنتبه لوقع قدميه و لا تحس بوجوده
و اخذ يسترق السمع الذي لم يتبين منه سوى همهمات و همس طيلة المكالمة.
استشاط الزوج و احسّ بخدش كبرياءه فحاول ان ينتقم من الزوجة بطريقته
و لم يكلف نفسه عناء سؤالها عن الحديث الذي دار بينها و بين أمها..
بل لازم اسلوب القطيعة و النفور و الهجر لفترة طويلة...
ممّا أدخل زوجته في دوامة الحيرة و التساءل عن التغير الجذري في معاملة زوجها لها؛
وحاولت جاهدة معرفة السبب؛لكن دون جدوى
الى ان حدث ذات صباح انه أُغمي عليها على مرأى عينيه ؛بعد شجار عنيف؛
فاشتدّ خوفه عليها و هو يحملها بين ذراعيه ليضعها على السرير و يستنجد بالدكتور عبر الهاتف.
بعد فحص دقيق لحالة المريضة ؛اعلن الدكتور البشرى السارة بان الزوجة حامل.
مزيج من الدهشة و الفرحة كست محيّا الزوج و هو يتساءل
كيف لزوجته ان لا تتاثرتلقائيا بالمفاجأة السعيدة و لم تهتز الامومة لديها.
فاغتاظ و هو يعاتبها عتابا وديّا :كأنّك لست سعيدة بالمفاجأة.
ردّت الزوجة بعتاب مغلف بغنج و دلال:توقعت ذلك لاكثر من شهر لكنك لم تتح لي الفرصة لأخبارك بنفسي.
في الحقيقة ؛كنت على اتصال مستمر بأمّي أسألها عن الاعراض التي تنتابني و بسرية تامّة ؛
حتّى اتأكّد من الحمل و أفاجئك بطريقتي؛
لكن بسبب الخلاف المستمر و القطيعة بيننا كتمت سرّي.
ادرك الزوج حينها انه كان على خطئ بسوء ظنه فيها.
وأنه لم يسمع في تلك اللحظة إلا ما وافق هواه،
ولو تريث يومها وسألها لكانت أزالت غموض ما حدث
وما كان الخلاف ليطول بسبب سوء الظن الذي لم يكن من حسن الفطن.