السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) الضحى / 11
عن أبى نضرة قال : " كان المسلمون يرون أن من شُكْرِ النعم أن يحدّثَ بها " انتهى .
"تفسير الطبري" (24 / 489) .
قال ابن القيم رحمه الله :
" والفرق بين التحدث بنعم الله والفخر بها : أن المتحدث بالنعمة مخبر عن صفات مُولِيها ، ومحض جوده وإحسانه ؛ فهو مُثْنٍ عليه بإظهارها والتحدث بها
شاكرا له ، ناشرا لجميع ما أولاه ، مقصوده بذلك إظهار صفات الله ، ومدحه والثناء [ عليه ] ، وبعث النفس على الطلب منه دون غيره
وعلى محبته ورجائه ، فيكون راغبا إلى الله بإظهار نعمه ونشرها والتحدث بها .
وأما الفخر بالنعم : فهو أن يستطيل بها على الناس ، ويريهم أنه أعز منهم وأكبر ، فيركب أعناقهم ، ويستعبد قلوبهم ، ويستميلها إليه بالتعظيم والخدمة .
ثانيا :
الثناء بنعمة الله الخاصة على عبد من عباده ، وإن كان أمرا محمودا ، إلا أنه إذا خشيت من ورائه مفسدة ، من حسد أو غل أو نحو ذلك
فإنه يعدل عن ذكر النعمة الخاصة ، إلى الثناء على الله بما هو أهله من النعم العامة عليه وعلى غيره من الناس .
قال السعدي رحمه الله :
" وهذا يشمل النعم الدينية والدنيوية ( فَحَدِّثْ ) أي : أثن على الله بها ، وخصصها بالذكر إن كان هناك مصلحة ،
وإلا فحدث بنعم الله على الإطلاق ، فإن التحدث بنعمة الله ، داع لشكرها ، وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها
فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن " انتهى .
"تفسير السعدي" (ص928) .
فإذا كان التحدث بنعمة الله من باب نسبة الفضل إلى الله تعالى ، والإقرار بمنته على عبده ، وأنه الجواد الكريم ، أو كان ليقتدي بالإنسان غيره في فعل الخير
حتى يكون له أجره وأجر من اقتدى به : فهذا مستحب مشروع .
وإن كان من باب تزكية النفس ، أو نسبة الفضل إليها ، أو المراءاة وتسميع الناس بالعمل ، وكسب الجاه والمنزلة بما له من الطاعات
ونحو ذلك : فهذا أمر مذموم مقبوح