( قل ، ولا تقل )
• يقولون اللهمَّ صلِّ علَى محمَّدٍ وآلِه،
وقد ردّ ذلك أبو جعفر بن النحاس وزعم أن العرب لا تستعمل إضافة آل إلا الى المُظْهَر خاصّة، وأنها لا تضاف الى مُضمَر، قال:
والصواب / اللهُمّ صلِّ على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ،
• لا يفرقون بين الآبِق و الهارِبِ، ولا يسمى آبقاً إلا إذا كان ذَهابهُ في غيْر خوف ولا إتعابِ عمَل، وإلا فهو هارب.
• يقولون: الأبُّ والأخُّ، يشددونهما. والصواب بالتخفيف،(الأبُ ، الأخُ )
قال بعضهم يوماً لشهاب الدين القُوصي:
أنتَ عندنا مثل الأبِّ، وشدّد باءَها، فقال: لا جَرَمَ أنّكم تأكلونني!
يعني أنهم بهائم لكونهم شدّدوا الباء، والأبُّ هو التِّبن.
• يقولون: ابتعتُ عَبْداً وجاريةً أخْرَى، فيوهمون فيه
لأن العرب لم تصف بلفظتي آخر وأخرى وجمعها إلا بما يجانس المذكور قبله
كما قال سبحانه وتعالى: (أفرأيْتُمُ اللاّتَ والعُزّى. ومَناةَ الثّالثةَ الأخرَى)، وكما قال تعالى: (ومَنْ كانَ مَريضاً أو على سفَرٍ فعِدّةٌ منْ أيّامٍ أُخَر...)،
فوصف مناة بالأخْرى لمّا جانَسَتِ العُزّى واللاتَ، ووصف الأيام بالأُخَر لكونها من جنس الشهر.
والأَمَةُ ليست من جنس العَبْد لأنها مؤنثة وهو مذكر، كما لا يقال: جاءت هند ورجل آخر.
• يقولون: أبْصَرتُ هذا الأمر قبل حدوثه.
والصواب أن يقال/ بصُرْتُ بهذا الأمر،
لأن العرب تقول: أبصرتُ بالعين، وبَصُرت من البصيرة،
ومنه قوله تعالى: (... بَصُرْتُ بما لمْ تَبْصُروا بِهِ...)، وعليه فُسِّر قوله تعالى: (فبصَرُك اليومَ حَديد)، أي: علمك نافذ، ومنه: بصير بالعلم.
• يقول العامة: أبْهَرني الشيءُ يبهُرُني.
والصواب / بهَرني يبْهَرُني، بفتح الباء.
• يقولون: ابْدَأْ بِه أوّلاً. والصواب أن يقال: ابْدَأ بهِ أوّلُ بالضم،
كما قال معن بن أوس:
لعَمْرُك ما أدْري وإنّي لأوْجَلُ ... على أيِّنا تغْدو المَنيةُ أوّلُ
وإنما بُنِيَ هنا أوّلُ لأن الإضافة مُرادَة فيه، إذ تقدير الكلام: ابْدأ أوَّل الناسِ، فلما قُطِع عن الإضافة بُنِي كما بُنيتْ أسماء الغايات، التي هي قبل وبعد.
• ويقولون: فلان اختفى، بمعنى استتر، وليس كذلك،
إنما اختفى بمعنى ظهَرَ،
فأما المُسْتَتِر فهو المُسْتَخْفِي، يقال: استخفى إذا استتر، واختفى إذا ظهر،
ومنه قيل للنّبّاش مُخْتَفٍ.
قلت: خفيت الشيء أخفيه: كتمته، وخفيته: أظهرته، وهو من الأضداد، كذا قال الأصمعي وأبو عبيدة،
ويقال: خَفا المطرُ الفأرَ، إذا أخرجهن من أنفاقهنَ، وبَرِحَ الخَفاءُ، أي وضح الأمر، وخَفا البرقُ يخْفو خَفْواً ويخْفي خَفْياً: إذا لمع ضعيفاً في نواحي الغَيْم.
• ويقولون لمَنْ أتى الذنبَ مُتعَمِّداً: أخطأ، فيُحَرِّفون اللفظَ والمعنى، لأنه لا يقال أخطأ إلا لمَنْ لم يتعمد الفعلَ، أو لمَن اجتهد فلم يُوافِق الصوابَ،
وإياه عَنى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بقوله: (إذا اجتهدَ الحاكمُ وأخطأ فلَه أجْر)..
وإنما أوجبَ له الأجرَ عن اجتهاده في إصابة الحقّ الذي هو نوع من أنواع العبادة،
فأما المُتَعَمِّدُ الشيء فيقال له: خَطِئَ فهو خاطِئٌ والمصدر الخِطْء بكسر الخاء وإسكان الطاء، كما قال تعالى: (إنّ قَتْلَهُم كان خِطْئاً كَبيراً)،
وقال الحريريّ رحمه الله تعالى:
لا تخطُوَنّ الى خِطْءٍ ولا خَطأٍ ... مِن بعدِ ما الشّيبُ في فَوْدَيْكَ قد وَخَطا
وأيُّ عُذْرٍ لمَنْ شابتْ مَفارِقُهُ ... إذا جرى في مَيادينِ الهَوى وَخَطا
• ويقولون في التعجب من الألوان والعاهات: ما أبيضَ هذا الثوبَ وأعورَ هذا الفرس.
وذلك غلَطٌ، لأن العرب لم تَبْنِ فعل التعجب إلاّ من الفعل الثلاثي الذي خصّتْه بذلك لخفته. والغالب على أفعل الألوانُ والعيوبُ التي يدركها العِيانُ،
فإن أردتَ التعجب من بياض الثوب قلت: ما أحسنَ بياضَ هذا الثوب وما أقبحَ عَوَرَ هذا الفرس.
قلت: يجوز أن تقول: ما أبيضَ هذا الطائر، إذا تعجبتَ من كثرة بَيْضِه، لا من بَياضِه.
• ويقولون في جمع بِئْر: أبيار.
والصواب في ذلك أبآر وآبار أيضاً على القلب، ومثل ذلك: أرآء وآراء، وأرآم وآرام، وأمآق وآماق.
قال الشاعر:
ورَدتُ بِئاراً مِلحَة فكَرِهْتُها ... بنَفْسيَ أهْلي الأوّلونَ ومالِيا
• ويقولون للولدين في بطن واحد: أتْوام،
والصواب: توْأمان، الواحد توأم، وأتأمت المرأةُ إذا ولدتْ توأمين.
• يقولون للقائم اجلِسْ
والاختيار، على ما حكاه الخليل بن أحمد، أن يقال لمن كان قائماً: اقعُدْ، ولمن كان نائماً أو ساجداً اجلسْ،
وعلل بعضهم لهذا الاختيار بأنّ القعود هو الانتقال من عُلْو الى سُفْل، ولهذا قيل لمَن أصيب برجليه: مُقْعَد،
والجلوس هو الانتقال من سُفْل الى عُلْو، ومنه سميت نَجْد جَلْساً لارتفاعها، وقيل لمَنْ أتاها جالِسٌ،
ومنه قول عمر بن عبد العزيز للفرزدق:
قُلْ للفرزدقِ، والسفاهةُ كاسمِها ... إنْ كنتَ تارِكَ ما أمرتُكَ فاجْلِسِ
أي: اقصد نجْداً، ومعناه: أنه لما تولى المدينة قال له: إن تلزم العفاف وإلا فاخرج الى نجد.
• ويقولون: رجل أجعد.
والصواب: جَعْدٌ
وأنشد سيبويه:
قالت سُلَيْمى لا أحبُّ الجَعْدينْ ... ولا السِّباطَ، إنّهم مَناتِينْ
• ويقولون: جاء القومُ بأجمَعِهم،
لتوهم أنه أجمَع الذي يؤكَّدُ به في مثل قولهم: هوَ لكَ أجمَع، والاختيار أن يقال بأجمُعِهم، بضم الميم
لأنه مجموعٌ جُمِع فكان على أفْعُل، كما يقال فرْخ وأفْرُخ، وعبْد وأعْبُد، ويدل على ذلك أيضاً إضافته الى الضمير وإدخالُ حرف الجرّ عليه.
• ويقولون: أُجِيرَ.
والصواب جِيرَ بحذف الألف.
• يقولون: سمعنا الآذان، وقد أذّنَ الأولى، وأذن العصر.
قال: وذلك كله خطأ،
والصواب: الأذان على وزن فضعال، وقد أُذِّن بالأولى وبالعصر، وفيه لغة أخرى، يقال: الأَذين
وأنشدنا أحمد بن سعيد، قال: أنشدنا الشَّيْرَزي لجرير يهجو الأخطل:
هلْ تَشهدونَ من المشاعِر مَشْعراً ... أو تَسمَعون لدى الصلاةِ أذينا
• ويقولون: أذَاني زيدٌ وما يأذيك غيرُ نفسِك.
والصواب: آذاني بالمدّ، وما يُؤذيك غيرُ نفْسِك.
• الأرامل لا يعرفونها إلا النساء اللاتي كان لهن أزواج ففارقوهن بموت أو حياة، وليس كذلك، بل الأرامل، المساكين، وإن كان لهن أزواج، ويقال لجماعة المساكين من الرجال أيضاً أرامل.
قال الشاعر:
هذي الأراملُ قدْ قَضيتَ حَاجَتَها ... فمَنْ لحاجةِ هذا الأرْمَلِ الذّكَرِ
• ويقولون في جمع أرض: أراضٍ، فيخطئون فيه، لأن الأرض ثلاثية، والثلاثي لا يجمع على أفاعل.
والصواب أن يقال في جمعها أرَضُون.
يقولون: أرْضون بسكون الراء. والصواب فتحها.
• يقولون: قد ارْتُجّ على فلان الكلامُ والصحيح أُرْتِجَ.
• ويقولون: أزْمَعْتُ على المَسير.
ووجه الكلام: أزمعتُ المَسيرَ،
كما قال عنترة:
إنْ كُنتِ أزمعتِ المَسيرَ وإنّما ... زُمّتْ رِكابُكُمُ بلَيْلٍ مُظلمِ
• ويقولون: اسْتَكْتَلَ في الأمر، إذا جدّ فيه، بالكاف،
والصواب استَقْتَل، وأصله من القَتْل، وقد غلِطَ فيه بعضُ أهل الآداب.
قلت: قال الجوهريّ في صحاحه: استقتلَ الرجلُ، أي استماتَ، ثم قال: تقتَّلَ الرجلُ بحاجَتِه، تأتّى لها. وهذا أنسبُ من الأول.
• ويقولون: استهْتَر الرجلُ فهو مُستَهتِر.
والصواب: استُهْتِرَ فهو مُستَهْتَرُ، وهو الذي يخلِّطُ في أفعاله حتى كأنه بلا عقل.
قلت: الهِتْر بالكسر، السَّقَطُ من الكلام يقال فيه هِتْر هاتر، وهو توكيد،
قال أوس بن حجر:
............ ... تراجع هِتْراً من تُماضِرَ هاترا
وأُهْتِر الرجلُ فهو مُهتَر، إذا صار خَرِفاً من كِبَرِه.
ومن ذلك الاستحمام يكون عندهم بالماء الحار والبارد، وليس كذلك إنما الاستحمام بالماء الحار خاصة.
قلت: الحَمّة العينُ الحارّةُ يَسْتَشْفي بها الأعِلاّءُ والمرضى، وفي الحديث العالِمُ كالحَمّة، وحَمَمْتُ الماءَ، أي سخّنْتُه.
• ويقولون: أسْدَلْتُ عليه السِّتْرَ.
والصواب سَدَلْتُه.
• ويقولون: اسطبل.
والصواب: اصطبل، بالصاد، وجمعه أصاطب، وتصغيره أُصَيْطب.
• ويقولون: اصْفَرّ لونه لمرض، واحمرّ خدّه من الخجل،
وعند المحققين أنه يقال: اصفرّ واحمرّ عند اللون الخالص الذي قد تمكن واستقر،
وأما إذا كان اللون عرَضاً يزول فيقال فيه: اصفارّ واحمارّ، وجاء في الحديث: فجعل يحمارُّ ويصفارُّ.
• العامة تقول: أعِرْني سمْعَك.
والصواب: أرْعِني سمْعَك.
• تقول: أعرابيّ إذا كان بدوياً، وأعجمي إذا كان لا يفصح، وإن كان نازلاً بالبادية.
والعامة لا تراعي هذا الشرط.
• العامة تقول: رجُلٌ أعْزَب.
والصواب: عَزَب.
• يقولون: أغاظني فِعلُك، يُغيظُني.
والصواب: غاظَني يَغيظُني
• ويقولون: أَقرِئ فلاناً السلامَ.
والصواب: اقرأْ عليه السلام، فأما أقْرِئْه السلام فمعناه: اجعلْه أنْ يقرأ السلامَ، كما يقال: أقرأته السورةَ،
وقد غلِطَ حبيبٌ في مثل هذا فقال:
أقْري السلامَ معرَّفاً ومُحَصَّباً ... من خالدِ المَعروفِ والهَيْجاءِ
والصواب ما أنشده أبو عليّ:
اقرأ علَى الوَشَلِ السلامَ وقُلْ له ... كُلُّ المشاربِ مُذْ هُجِرتَ ذَميمُ
• ويقولون: أُقيمَ.
والصواب: قِيمَ، بإسقاط الألف.
• يقولون: ما آليْتُ جَهْداً في حاجتك. ومعنى ما آليْتُ: ما حلَفْتُ،
وتصحيح الكلام أن يقال: ما ألَوْتُ، أي ما قصّرتُ.
• ويقولون: فلان أنْصَفُ من فلان، يريدون تفضيله في النَّصَفَة عليه، فيُحيلونَ المعنى، لأن نصَفْتُ القوم معناه خدمتهم.
والصواب أن يقال: هو أحسنُ منه إنصافاً، لأن الفعل من الإنصاف أنصَفَ، ولا يُبْنى أفْعَلُ من رُباعيّ.
• ومن ذلك أنهم إذا ألحقوا لا بأنْ حذفوا النون في كل موطن، وليس ذلك على عمومه،
ولكن إذا وقعت أنْ بعد أفعال الرجاء والخوف والإرادة كتبتْ بإدغام النون، نحو: رجوت ألاّ تهجرَ، وخِفتُ ألا تفعلَ، وأردت ألاّ تخرجَ،
وذلك لاختصاص أنْ المخففة في الأصل به ووقوعها عاملة فيه فوجب الإدغام،
كما تدغم في إن الشرطية إذا دخلت عليها لا وثبوت حكم عملها على ما كانت عليه قبل دخولها، فتكتب: إلاّ تفعلْ كذا يكنْ كذا.
وإنْ وقعتْ بعد أفعال العِلْم واليقين أظهرت النون، لأن أصلها في هذا الموطن المشددة وقد خففت كقوله تعالى: ( أَفَلَا يَرَوْنَ أَلا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلا)، وذلك إن وقع بعد لا اسم، نحو: لا خَوْفَ عليك، فتقول: أنْ لا خَوْفَ.
ووقوعها بعد أفعال الظّن والمَخْيَلَةِ يُجَوِّزُ إثباتَ النون وإدغامها لاحتمالها هنا أن تكون هي الخفيفة أو المخففة من الثقيلة، ولهذا قُرِئَ: (وحَسِبوا ألاّ تكون فِتْنَةٌ...) بالرفع والنصب: فمَنْ نصب بها أدغم النون في الكتابة، ومن رفع أظهرها.
• ويقولون: إنّكَ إنْ تَذَرَ وَرَثَتَك أغنياءَ خيرٌ من أنْ تذرهم عالة....
والصواب: إنّك أنْ تَذَرَ...، بفتح الهمزة وفتح الراء.
• ويقولون: ما رأيتُه مُذْ أوّل أمْس، يعنون اليوم الذي قبل أمس.
والصواب: ما رأيته مُذْ أوّل مِن أمس،
قال ابن السكيت:
تقول ما رأيته مُذْ أمس، فإن لم تره يوماً قلت: ما رأيته من أوّل من أوّل من أمس.
قال أحمد بن يحيى:
فإن لم تره يومين قلت: ما رأيته مذ أوّل من أول من أمس، قال: والعرب لا تزيد على هذا.
قال الزبيدي:
فأما قول العامة: مُذْ أوّل أمس فهو بمنزلة مذ أمس؛ لأن أول أمس: صدرُ النهار، فكأنه قال: مِن صدرِ نهارِه، فإذا قلت: أوّل مِن أمس كان معناه النهار الذي فيه قبل أمس.
• ومن ذلك: الأوْباش عندهم أنهم السَّفِلة،
وليس كذلك. إنما الأوباش والأوشاب: الأخلاط من الناس من قبائل شتى، وإن كانوا رءوساً وأفاضل،
وفي الحديث: وقد وَبّشتْ قريشٌ أوباشاً، أي جمعتْ جُموعاً.
• العامة تقول: أوقفتُ دابتي،
والصواب: وَقَفْتُ.
وحكى الكسائي ما أوقفك ها هنا، أي: أي شيء صيّرك الى الوقوف.
• ويقولون: أيش فعلت.
والصواب: أيُّ شيءٍ فعلتَ.
وربما قالوا عند الاستعجال هَيّا، وربما قالوا: أيّا.
والصواب: هِيّا بالكسر،
قال الراجز:
فقد دَنا اللّيلُ فهِيّا هِيّا
وأكثر ما تستعمله العربُ في استحثاث الإبل.
• ويقولون: الأيِّمُ، لم يريدوا إلا التي ماتَ عنها زوجُها أوْ طلّقَها. وليس كذلك،
إنما الأيِّم التي لا زوج لها سواء أكانتْ بِكراً أم ثَيِّباً،
قال الله عز وجل: (وأنكحُوا الأيامَى منْكُمْ...)، لم يردْ بذلك الثَّيِّبات دونَ الأبكار.
• العامة تقول: فلان أعسر أيْسر.
والصواب: أعسر يَسَر.
• ويقولون للمأمور ببِرِّ والديه: بِرَّ والدك، بكسر الباء.
والصواب فتحها، لأنها تفتح في قولك يَبَرُّ، وعقد هذا الباب: أن حركة أوَّل فعل الأمر من جنس حركة ثاني المضارع، فتقول بَرّ أباك، لانفتاحها في قولك يَبَرُّ، وتضم الميم في قولك مُدَّ لانضمامها في قولك يَمُدّ، وتكسر الخاء في خِفَّ في العمل، لانكسارها في قولك يَخِفُّ.
• والعامة تقول: بَرَرت والدي وبَرَرت في يمين.
والصواب بَرِرت، بكسر الراء.
• ويقولون: بيع البَرنامِج.
والصواب: البَرنامَج، بفتح الميم،
وهي ألواح مجموعة يكتب فيها الحساب، كأنه بيع عدة أثواب علي ما هي مكتوبة في البَرنامَج.
• ومن ذلك أنهم يكتبون بسم الله أينما وقع بحذف الألف،
والألف إنما حُذفت منه، إذا كتب في أول فواتح السور لكثرة استعماله في كل ما يبدأ به، وتقدير الكلام: أبدأ باسم الله،
فإذا بَرَز وجب إثباتها، كقوله تعالى: (اقْرأْ بِاسْمِ ربِّك الذي خلَق).
• العامة تقول: بَشَشْتُ به بفتح الشين.
والصواب: بَشِشْتُ به بكسر الشين.
• ويقولون: بِضْعَة لحم.
والصواب: بَضْعَة.
• العامة تقول: بَطّيخ بفتح الباء.
والصواب: بِطّيخ بكسرها.
• ويقولون: بعثتُ إليه بغلام وأرسلتُ إليه بهدية،
فيخطئون. لأن العرب تقول فيما يتصرَّف: بعثته وأرسلته، كما قال تعالى: (ثمّ أرسَلْنا رُسُلَنا تَتْرى)، ويقولون فيما يُحمَل: بعثتُ به وأرسلتُ به، كما قال تعالى: (وإنّي مُرسِلَةٌ إليهِم بهَديّة).
وقد عيبَ على أبي الطيب قوله:
فآجرَك الإلهُ على عليلٍ ... بعثتَ الى المسيحِ به طبيبا
ومن تأوَّل له: قال أراد به أن العليل لاستحواذ العلة على جسمه قد التحق بحيز ما لا يتصرف بنفسه.
• ومن ذلك أن العامة تذهب الى أنّ البَقْلَ ما يأكله الناسُ خاصةً دون البهائم من النبات الناجم الذي لا يحتاج في أكله الى طبخ.
وليس كذلك. إنما البَقْل العُشْبُ وما يُنبِتُه الربيعُ مما يأكله الناس والبهائم،
قال الشاعر:
فلا مُزْنَةٌ ودقَتْ ودْقَها ... ولا أرضَ أبْقَلَ إبقالَها
• ويقولون: بَلعتُ بَلْعاً.
والصواب: بَلَعاً، بفتح اللام.
• والعامة تقول: البَلّور، فتفتح الباء وتضم اللام.
والصواب كسر الباء وفتح اللام. البِلَّور
• ويقولون: بَنى بأهله.
ووجه الكلام أن تقول: بَنى على أهله، والأصل فيه أن الرجل إذا أراد أن يدخل على عِرْسِه بَنى عليها قُبّة، فقيل لكل مَنْ أعرس: بانٍ، وعليه فسّر أكثرُهم قولَ الشاعر:
ألا يا مَنْ لذِي البَرْقِ اليماني ... يلوحُ كأنّه مِصْباحُ بانِ
• يقولون: المال بين زيد وبين عمرو، بتكرير لفظة بين.
والصواب أن يقال: بين زيد وعمرو، كما قال تعالى: (مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ ودَمٍ)، والعلة فيه أن لفظة بين تقتضي الاشتراك، فلا تدخل إلا على مثنّى أو مجموع كقولك: المال بينهما والدار بين الإخوة. فأما قوله تعالى: (مُذَبْذَبينَ بينَ ذلك) فإنّ لفظة ذلِك تؤدي عن شيئين، ألا ترى أنك تقول ظننتُ ذلِك، فتقيم لفظ ذلك مقام مفعولَيْ ظننتُ.
• ويقولون للمتوسط الصفة: بيْنَ البَيْنَيْن.
والصواب أن يقال: بيْنَ بَيْن،
كما قال عبيد بن الأبْرَص:
نَحْمي حَقيقتَنا وبعضُ القومِ يسقُطُ بينَ بيْنا
أي بين العالي والمنخفض.
• ويقولون في جمع بيضاء وصفراء وسوداء: بيضاوات وصفراوات وسوداوات.
وهو لحن فاحش، لأن العرب لم تجمع فَعْلاء التي هي مؤنثة أفْعَل بالألف والتاء، بل جمعته على فُعْل، نحو: بيض وصُفْر وسُود،
كما جاء في القرآن: (ومِنَ الجِبالِ جُدَدٌ بيضٌ وحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ ألوانُها وغَرابيبُ سودٌ).
• ويقولون: الأيام البيض، فيجعلون البيض صفة الأيام، والأيام كلها بيض، وهو غلط.
والصواب أن يقال: أيام البيض، أي أيام الليالي البيض، لأن البيض وصف لها دون الأيام، وهي الثالثة عشرة، والرابعة عشرة والخامسة عشرة. وسميت بيضاً لطلوع القمر فيها من أولها الى آخرها.
• العامة تقول: بينهما بَيْنٌ.
والصواب: بَوْنٌ بالواو.
• ويقولون: بِيْطار.
والصواب: بَيْطار، وبَيْطَر، ومُبَيْطِر. وأصله من البَطْر وهو الشق.
قلت: يقولونه بكسر أوله. والصواب فتحه.
• ويقولون: تَدَعْدَعَ البناءُ.
والصواب: تذَعْذَع، بالذال، وأصل التّذعْذُع: التفرُّق،
قال الحسن البصري رضي الله عنه: لا أعلمنّ ما ضنّ أحدكم بماله، حتى إذا كان عند موته ذعذعه ها هنا وها هنا.
• ويقولون في مصدر ذَكَر: تِذْكار، بكسر التاء.
والصواب فتحها كما تفتح في تَسْآل وتَسيار وتَهيام،
وعليه قول كُثيّر عزة:
وإنّي وتَهيامي بعزةَ بعد ما ... تخلّيتُ مما بيننا وتخلَّتِ
وجميع المصادر كذلك، إلا قولك تِلقاء وتِبيان، فأما أسماء الأجناس والصفات فقد جاء منها عدة على تِفعال بكسر التاء، كقولهم: تِجْفاف، وتِمساح، وتِقْصار، وهي المخنقة القصيرة، وتمراد وهي بيت صغير يتخذ للحمام.
• ومن ذلك التطفيف، وهو عندهم التوفية والزيادة، لا يعرفون فيه غير ذلك، ويقولون: إناء مطَفَّف، أي ملآن حتى فاض، أو كاد.
وليس كذلك. إنما التطفيف: النقصان، يقال: إناء طفّان، وهو الذي قاربَ أن يمتلئَ،
ويروى عن سلمان أنه قال:
الصلاةُ مكيال فمَنْ وفّى وُفِّيَ له، ومَنْ طفّف فقد علمتم ما قال الله تعالى في المطفِّفين.