* * *
كدحٍ وكساد ، في بلدةٍ كانت مليئة بالخيرات نصفها ثِمار ونصفها الآخر تِجارة
يعيش فيها الفقير والثري .
كان الثري لا يقدر العملة وكان كارهًا لمن يعيش بأرضه بانتماءٍ آخر
كان يتذمر حين يعمل ـ بدلًا ـ منه لأنه ثري يملك مالًا يجنيه غيره .
أما الفقير راضٍ عن كل ظروفه ، ويحاول جُلَّ قدره أن يحظى بمالٍ كافٍ ليؤمن قوت يومه
ويعطي الثري أغلب ماله ، ويبتسم مع كل ما يحصل ، استمر ذلك إلى
يومنا هذا ، إلى أن استمرت بالانحدار تلك البلدة .
الثري كان متلهفًا وجشعًا وحقودًا وحسودًا وكسلانًا ؛ لأنه يرى المال لأجله فقط وليس لذلك ـ الغريب ـ ، أما ذاك فكان يجدُّ في عمله ويُرزق الصبر في كل حين .
اشرق سراجًا وضاءً من شمسٍ عادلة ، أظهرت سوءة قلب من مثله فحاول امتلاك
حصاد حصادًا ليس بحصاده ولا من قطرة عرقٍ منه . .
فرأسَ وتربع . . ثم ماذا ؟ ؟ ثم ماذا وبعد ؟ ؟ !
لم يذق الراحة قط حتى بعد أخذ جهد إنسان هالِك ، فاشتكى !
ثم أنه أصبح من يشابه ذلك الثري تُطَبق عليه مقولة :
" ضربني وبكى سبقني واشتكى "
انخفض مُعدل دخله !
فصار يهرع إلى كل من يحتاج إليه كي يملأ جشعه الضخم بأموالٍ مهترئة .
ذهب المحتاج إلى طريقه الذي أفسحه بنفسه وارتقى دون أية ـ مساعدة ـ
بل كان صبور كِفاية ليكون أعلى منه .
فأين قطرة العزة التي كانت باقية ؟ لأنه لم يحفظ ماءَ وجهه ؟
أحدث ذلك بسبب جشعه ؟
ـ نعم !