انتصاار!!...
وقفت لتريح اصابعها قليلا من حمل أكياس الخضار الثقيلة ، ادخلت يدها بطرف حجابها الايسر لتدخل خصلة شعر متمردة..تشعر بانفاسها ثقيلة..ملامحها شاحبة..بياضها الصافي اصبح مصفرا..كورقة خريف متأهبة للسقوط ، افترش السواد اسفل عينيها وظهرت بعض الخطوط الرفيعة حول شفتيها. ..
اتكأت على عمود الانارة الذي زرع بقربها..
نظرت الى زجاج سيارة مصطفة بجانبها لترى انعكاسها ..حملقت جيدا...في تلك الصورة المشوشة
همست لنفسها...من هذه؟؟!!
رمشت مرة اخرى لتتأكد من صورتها...نعم انها انا الجديدة..
واتبعتها بقولها: الحمد لله...
عادت لتحمل اكياسها الثقيلة بصعوبة وذاكرتها تعود بالزمن الى ما قبل عامين..لم تكن هذه احوالنا..سامحك الله ايها القابع خلف القضبان ، راهنت على حياتنا ، استقرارنا ، ومستقبلنا وخسرت الرهان ...
وصلت باب البناية التي تقتطنها..
نظرت الى الاكياس..عليها اشغال كثيرة..
متى س تحفر (الكوسا)؟! ومتى ستنهي لف اوراق العنب وماذا عن الجزر...والزعتر ..و..اوووووه
نفضت رأسها ..وهمست..(الله بيفرجها)
استيقظت من افكارها لتجد نفسها بباب البيت تطرقه بوهن ..
تسمع صيحات اطفالها جاءت ماما..
ويتردد صوت جارتها المأنب لهم.: تمهلو...فماما لن تطير..
ابتسم على تعليق هذه الجارة ..انها اختي التي لم تلدها امي..
قالت الاخرى.: لم تأخرتي يا انتصار؟
اليوم زوجي سيأتي باكرا ولم انتهي من اعداد العشاء بعد..
قالت جملتها تلك وهي تركض صاعدة الى منزلها...
انتصاار؟!!! نعم اسمي انتصار هه ضحكت بسخرية
اوليس لكل من اسمه نصيب...فاين هي انتصاراتي
لم حياتي مليئة بالانكسارات..؟!!
اخرجها من تفكيرها هزة طفلها المؤنبة ..ماما اقول لك انا جائع..
حركت شفتيها مستغفرة..
وقالت..
ساطهو لكم لب الكوسا...فصاحبة الطلبية لا تريده...
حررت شعرها من تحت الحجاب واتجهت الى المطبخ لتعد شيئا يسكت به الاطفال جوعهم
بدأت باعداد الطعام بسرعة
تريد ان تنهي طلبية الطعام التي احضرتها..
لترتاح...فهي لم تنم جيدا منذ يومين..
قطع عليها تفكيرها ..صراخ ابنتها
ذات الحول والنصف..
نفضت يديها من الماء ..وركضت متجهة الى تلك الطفلة التي لم تعرف والدها..قط
احتضنتها..وزعت قبلاتها على وجهها ..شدت من احتضانها لها..
وسألتها مبتسمة..
تريدين الحليب يا جميلتي؟
خطت بسرعة نحو المطبخ..
وضعت الماء والسكر في كوبها واتجهت نحو علبة الحليب لتتفاجئ بها فارغة!!!
ماذا تفعل ؟؟
لا تملك النقود فاصحاب الطلبيات لم يدفعو لها بعد...
اعطت ابنتها الماء والسكر لتسكت صراخها..
القت بجسدها على اقرب كرسي لها..
تغمض عينيتها..
وتذكر الطعام والعصائر التي القتها في القمامة بيديها؟!
وكيف ربط لسانها عن طلبها من صاحبة المنزل
كان حاجز عزة النفس اقوى...
اختلطت صورة اللبن المسكوب بصورة طفلتها التي تشرب الماء المحلى..
قهقت بصووت عال . ضحكت بهستيريا..
لتتبع ضحكاتها شهقة...
ودموع ..متحجرة.. انصهرت..اخيرا..