إذا أردت فيضا من الحنان فهو قلب الأم،وإذا أردت فضاءا من الرحمة فهو قلب الأم،وإذا
أردت أن تكون ملكا في مملكة ما فهو قلب الأم،فهي الأنثى التي حباها الله،بالصبر
والقوة والحنان والرحمةلأجل أبنائها،الذين يعتبرون ثمارا تحتاج إلى النضج،على أغصان
الشجرة التي هي الأم،فهيا نتعمق في وصف هذا العالم الكبير.
نبدأ بالشعر الجميل (لحافظ إبراهيم)
الأم مـــدرســـة إذا أعــددتــهــا أعـددت شـعباً طـيب الأعـراق
الأم روض إن تــعـهـده الـحـيـا بــالــري أورق أيــمــاً إيـــراق
الأم أســتــاذ الأســاتـذة الألـــى شـغـلت مـآثـرهم مــدى الآفـاق
نعم! فهذه هي الأم،كم تتعب من أجل إنشاء أبناء صالحين،يقومون بنفع الأمة وخدمة
الأوطان،فكانت هي "أستاذة الأساتذة"في تخريج هؤلاء من مدرستها،ليكونوا الجيل
النافع،والذين بهم ترفع الرؤوس نحو العلاء.
وهي التي أفنت كل حياتها ووقتها،لأجل أبنائها،فتحرم نفسها من الأكل والشرب حتى
تطمئن على أبنائها بأنهم قد أكلوا،وتحرم نفسها من النوم حتى تعلم بأن جميع أبنائها
حاضرون ونائمون،وتسهر على راحتهم إذا مرضوا،وتبكي ليلا ونهارا إذا أصاب
أبناؤها أي مكروه،وتعال و انظر ماذا تلقى الأم في المقابل؟.
تجد من أكثرهم الزجر والنهر ورفع الصوت،وإذا طلبت شيئا ما تعالت الأصوات بقول:أف!
أف!.
صار الجميع يبخلون عليهابقول كلمة طيبة وينسون وصية الله عز وجل في قوله :"
وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)"
فكانت وصيته عز وجل لنا ،بأن لا ننهرهما ولا نزجرهما،بالكلام القاسي وخاصة في كبرهما
لأن البر الحقيقي لا يظهر إلا عند كبر السن،وكيف يكون الحال؟ عندما يسمعان كلمة طيبة
ترد السعادة إلى قلبهما،وخاصة الأم وبما أنها عاطفية في أغلب الأحيان،فكلمة طيبة
واحدة تجعل من قلبها يرفرف في العنان من الفرح والسرور،لهذا وجب أن نكسر
الحاجز العالي بيننا وبين أمهاتنا ،وبدءا من هنا أجمل المقترحات لنكسر
الحواجز بيننا وبين أمهاتنا.
1-الهدية:أقصر طريق للوصول إلى قلوب الأمهات ،فبالهدايا هن يفرحن كثيرا،فقد قال
صلى الله عليه وسلم:"تهادوا تحابوا".
2-المساعدة:مساعدة الأم في أعمالها المنزلية يفرحها كثيرا،خصوصا أنه يبعد عنها المشقة
والتعب.
3-تقديم ماتحبه:إذا شعرت بأن أمك تحب شيئا ما ،فكن أنت أول من يسارع في تقديمه
لها ،حتى تجعلها تطير من السعادة.
4-اشركها في أي شيء يخصك:ماذا فعلت اليوم؟
كيف كنت تقضي وقتك؟
ماذا حدث معك اليوم؟ في كل هذه الأشياء ،اشرك فيها والدتك ستشعر حتما هي بالسعادة،وستشعر بقيمتها لديك ،لأنك تصارحها بكل شيء.
5-كن عند حسن الظن:حاول أن تكون عند حسن ظنها ،فلا تخيبها وتأتي بتصرفات على عكس ماكانت تتوقعه منك.
وختاما:
تذكر بأن الجنة تحت أقدام الأمهات،كما قال صلى الله عليه وسلم:"الجنة تحت أقدام الأمهات".
لهذا احرص على البر كحرصك على مأكلك ومشربك،بل وأكثر لأن الأم نور للدروب
ونور القلوب،وحبها يجب أن يسكن القلب ،ويمرح فيه،فيظل الوفاء لها مدى الحياة
وإلى الممات.