بطلان ثواب الصدقة بالمن والأذى
[rtl]يحرم المن والأذى بالصدقة، ويبطل الثواب بذلك، فقد نهى الله تعالى عن المن والأذى، وجعلهما مبطلين للصدقات، حيث قال: (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس) [1] وحث - سبحانه وتعالى- المنفقين في سبيل الله بعدم إتباع ما أنفقوا منا ولا أذى، فقال: (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [2].
ولا خلاف بين الفقهاء في أن المن والأذى في الصدقة حرام يبطل الثواب، قال القرطبي: عبر تعالى عن عدم القبول وحرمان الثواب بالإبطال [3].
وقال الشربيني: المن بالصدقة حرام مبطل للأجر للآية السابقة، ولخبر مسلم: ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم)) قال: فقرأها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرار، قال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: ((المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب)) [4].
وجعله البهوتي من الكبائر فقال: ويحرم المن بالصدقة وغيرها، وهو من الكبيرة ويبطل الثواب بذلك [5].
وهل تبطل المعصية الطاعة؟ فيه خلاف، قال القرطبي: العقيدة أن السيئات لا تبطل الحسنات، ولا تحبطها، فالمن والأذى في صدقة لا يبطل صدقة أخرى [6].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[/rtl]