لكي نعلّم أطفالنا تحمل المسؤولية نحتاج ثلاثة أركان، الأول هو تنمية الشخصية والثقة بالنفس، والثاني هو تنمية القدرة على اتخاذ قرارات مهمة، والثالث هو التدريب العملي من خلال وضع الابن أو الابنة في تجارب عليه أن يكون هو سيد القرار فيها وأن يتحمل نتائجه.
تنمية الشخصية والثقة بالنفس
تتحقق هذه الجوانب لدى الطفل من خلال النقاش معه باستمرار، والإطراء على آرائه، وتوجيه أسئلة مستمرة له عن أمور مختلفة ليفكر فيها. امتداح خياراته الشخصية في الملابس والألعاب والرياضة.
الجانب الأساسي لتنمية أي شخصية هو تركها تعبر عن آرائها وتناقش بحرية واحترام هذه الآراء. وتجنب الحماية الزائدة والدلال الزائد.
اتخاذ القرارات
يمكن تنمية هذا الجانب في الطفل من خلال اللعب، فاللعب معه كفريق في الشطرنج مثلاً أو في كرة القدم أو السة وجعله الكابتن يجعلة يتعلم اتخاذ قرارات وتحمل نتائجها.
ترك المجال له في اختيار الأمور الصغيرة في البداية مثل ماذا يريد أن يلبس أي مطعم ستأكلون فيه، ماذا ستفعلون في نهاية الأسبوع، أي فيلم كرتون تحضرون ولماذا، أي نادي رياضي يسجل فيه ولماذا. تذكري أن كل قرار يأخذه عليه أن يفسره لك. إذا اختار ارتداء البنطلون الأبيض مع التي شيرت الأحمر، فلا بد ان تسأليه لماذا. لكي يحاول التفكير في خياراته مهما كانت بسيطة.
وعليك احترام القرار طالما هو قراره ولن يضر أحدا ولا يوجد ما يمنع، وإن وجدت سببا لعدم قبول قراره فليكن ذلك مع تبرير مقنع يقبل به.
التدريب
التدريب الحقيقي في تحمل المسؤولية، من خلال امتحانات وهمية. يمكنك مثلا أخذ مبلغ بسيط وإعطائه للطفل وأن تقولي له أنت ستتمل مصروف البيت هذا اليوم. هذا المبلغ معك لكي نتصرف به خلال الأسبوع، وكلما طلبت منك جزءا منه عليك أن تقرر إن كان الأمر يستحق ذلك.
حمليه مسؤولية غرفة في البيت، إلى جانب غرفته التي عليك أن تمنحيه شيئا من الحرية بخصوصها. لكن قولي له. أنت هذا الأسبوع مسؤول عن الصالون، أن يظل مرتباً وألا تسمح لي انا أو بابا بأن نتسبب في الفوضى.
حمليه مسؤوليية مصروفه الشخصي مع مراقبة من بعيد.
والمرحلة الأهم في التدريب هي أن يتحمل عواقب قراراته.