في ظل اجتياح موجة الحر الشديد لمحافظات الوطن، يشتكي الكثير من المزارعين وأصحاب مزارع الدجاج في قطاع غزة والضفة المحتلة من كارثة نفوق عشرات الآلاف من الدجاج، بالإضافة إلى إلحاق الأضرار الجسيمة بالمحاصيل الزراعية في القطاع المُحاصر منذ أكثر من 11 عاماً.
وبالنسبة لنفوق الدجاج، يوضح المواطن أحمد سمير (29 عاماً)، صاحب إحدى مزارع الدجاج في محافظة غزة، أن موجة الحر الشديد التي عصفت بالقطاع، أوقعت أضراراً جسيمة تتمثل بنفوق نحو 500 دجاجة في مزرعتين يمتلكهما، وأن الحرارة لازالت تشتد، الأمر الذي يسبب له تخوفات كبيرة، ويهدد رزقه بخسائر فادحة.
ويؤكد سمير، أن موجة الحر التي تشهدها البلاد كبدته خسائر فادحة، خاصة وأنها تتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة.
ويضيف: "أضطر للتبريد على الدجاج من خلال استخدام الأسلوب البدائي "التنقيط" من خلال رش الماء على الدجاج للتخفيف من ارتفاع درجات الحرارة".
ويتابع: "التبريد على الدجاج باستخدام المراوح الهوائية يحتاج إلى تيار كهربائي مستمر، وهو ما لا يتوفر في قطاع غزة الذي يعاني من أزمة مستمرة في الكهرباء، منذ نحو 10 أعوام، ولكنها تفاقمت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة".
ويتابع: "في الوضع الاعتيادي عندما تكون درجات الحرارة مناسبة لتربية الدجاج، وعدد نفوق الدجاج يكون قليلاً، فإن المزارع تحتاج إلى اهتمام ورعاية وجهد كبير، وبالكاد يستطيع مربو الدجاج أن يحصل على ربح يعيل به أفراد أسرته، فكيف إن كان الوضع غير مناسب وعدد الدجاج النافق كبير، والأسعار منخفضة، فتلك الأمور تقضي على المزارعين".
في الضفة
أما صاحب مزرعة الدجاج بمحافظة الخليل في الضفة المحتلة، فيصل الحوامدة، فيوضح أنه تلقى خسائر كبيرة نتيجة موجة الحر الشديدة التي اجتاحت البلاد، فكانت كمية نفوق الدجاج كبيرة جداً، الأمر الذي جعله يقوم ببيع مزرعته قبل موعد إنتاجها.
ويؤكد الحوامدة، أنه خسر أكثر من 10 آلاف شيقل، نتيجة موجة الحر، في حين أنه كان على أمل بالربح وتوفير قوت أولاده، ولكن "أتت الرياح بما لا تشتهي السفن"، حسب قوله.
ويبين، أن تهريب الدجاج من المستوطنات الإسرائيلية يكبد المزارعين خسائر كبيرة، ولا يوجد رقابة كافية على عمليات التهريب المستمرة، وتأتي درجات الحرارة لتزيد الطين بلة على مربي الدجاج بكافة محافظات الوطن.
أسواق غزة
وتفيد زراعة غزة بأن القطاع يستهلك نحو (30) مليون دجاجة سنوياً أي ما يعادل 2,500000 دجاجة شهرياً، بواقع (4000) طن شهرياً، وأن هناك مواسم تزيد فيها كمية الاستهلاك، كشهر رمضان وبعض أشهر السنة، بينما تقل في موسم عيد الأضحى، وبذلك ينفق سكان قطاع غزة حوالي (480) مليون شيكل سنوياً بواقع (40) مليون شيكل شهرياً، إضافة إلى أن إنتاج غزة من الحبش قرابة الـ (500) ألف حبشة سنوياً، بواقع (6000) طن سنوياً بمبلغ إجمال قرابة (66 مليون) شيكل سنوياً.
أسواق الضفة
اما أسواق محافظات الضفة المحتلة، توضح جمعيات حماية المستهلك أنها تستوعب نحو 5 ملايين دجاجة شهرياً، منها أكثر من 50% شحنات تأتي مهربة من المستوطنات ومن داخل "إسرائيل".
وتشير الجمعيات إلى أن 70 ألف عامل، كانوا يعملون في قطاع الدواجن، بقي منهم أقل من 30 ألف عامل، بسبب تهريب الدواجن من المستوطنات الإسرائيلية إلى الأسواق الفلسطينية، مما عطل عملهم، والـ 40 ألفاً انضموا إلى طابور العاطلين عن العمل.
من جهته، يوضح المُزارع محمد الديب، أن فصل الصيف من أصعب فصول العام على المُزارعين، ففيه الخضراوات تحتاج لمتابعة خاصة، وري يومي، قد يصل في بعض الأيام الحارة إلى مرتين يومياً، كما أن الري له أوقات محددة، إما في الصباح أو المساء، ولا يصلح ري الزرع عند الظهيرة.
ويؤكد الديب، أن أهم المشاكل التي تنجم عن الحر الشديد هي تزايد نمو الآفات الزراعية، والديدان الحقلية، خاصة مع ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو، وهذا يتطلب شراء مبيدات لمقاومتها، ما يزيد من كلفة الإنتاج.
ويبين، أن الكثير من المحصولات تتلف نتيجة الحر الشديد، فيضطر المزارع إلى قطفها في غير موعدها وبيعها بأسعار زهيدة لا تصل لسعر التكلفة، ويتكبد خسائر فادحة، وخاصة أن الزراعة تعتبر مصدر رزقه الوحيد.