ضاقت بها الأرض بما رحبت،حتى ضاقت عليها نفسها،لأنها ولدت بعيب خلقي (بروز شديد
لجبينها بشكل غير طبيعي)،فكن زميلاتها في المدرسة يستحقرنها ويقللن من شأنها
دائما،ويضربنها،وكانت رائدة الفصل ،تعامل كل الطالبات بشكل رائع إلا هي،وفي يوم
من الأيام ،سألتها رائدة الفصل وجاوبت جوابا خاطئا،فقالت لها رائدة الفصل وبكل
وقاحة:المعوقون ليس لهم مستقبل،فهم مثيرون للشفقة.
نزلت هذه العبارة كالصاعقة على المسكينة،ومنها قطعت الفتاة عهدا على نفسها،بأن لا
تذهب إلى المدرسة،واعتزلت جميع الناس،وبالرغم من إصرار والديها عليها لكن!،بلا فائدة.
مرت السنون وتم إغلاق المدرسة لحين تجديدها،لأنها أصبحت قديمة جدا،ومن قبلها بأيام
أصيبت رائدة الفصل بالبرص،الذي طغى على كل جسدها،لدرجة أنها أصبحت ملقبة
بالبقرة،هي الأخرى اعتزلت الجميع،ولم ترد أن تتحدث مع أحد،وأرادت العلاج ولكن!
لم تكن تملك المال الكافي للسفر و العلاج،بعدها بأشهر وصلها خبر بأن هناك فاعل
خير،دبر لها المبلغ المطلوب،وبإمكانها السفر والعلاج،كما أن فاعل الخير هذا عينه،تمكن
من دفع مبلغ كبير من المال لتجديد المدرسة،ملأها الفضول لكي تعرف من هذا
الشخص،فسافرت وأتمت علاجها،وأصبحت في صحة جيدة وبشرة جميلة،ولازال الفضول
يسكن قلبها،تريد أن تعرف من هو هذا الشخص ،الذي تحمل كل هذا المبلغ،بحثت وبحثت
إلى أن تفاجأت بأنها هي تلك الطالبة،التي قالت لها في يوم من الأيام: المعوقون ليس لهم
مستقبل،فهم مثيرون للشفقة.
فصدمت ،وبكت،وتأثرت وعلمت بأنها تزوجت من شخص ثري جدا،أحبها لجمال روحها،ولم
يلتفت أبدا لعيب شكلها الخارجي،وعوضها عن كل مافاتها.