أبحث عنك في ذكرياتي ، ثم أكرر البحث عنك في ظلمة السماء بين النجوم ؛ و لا أجدك الا في خيالي ، و لكنك تعاود الإختفاء من جديد ؛ فيغالبني النوم فإذا بي أجدك تستقبلني في أحضانك الدافئة و ما أن تنقشع ظلمة الليل و يسطع علي نور الصباح و أنا وحيدة ، حتي أجدني أعاني من الفقد .
و أتعجب كيف أنه و من بين كل فصول الدنيا و مسرحيات الزمن أنا و أنت في مد و جذب .. أراك من بعيد فألتفت عنك فتمر من أمامي و لا تنظر إلي و تمضي في طريقك و عيناي متعلقتان بظهرك المستقيم حتي تختفي ، فأغمد عيناي و أتخذ الطريق المعاكس لطريقك ، و أنا أعلم بأن هذه الكرة الأرضية ليست من الإتساع بحيث لا نلتقي مجددا و نحن بيننا هذا التجاذب و التضاد معا ، و مع هذا كله لكم تمنيت أن تلتفت لتراني و أنا أذهب بعيدا عنك حتي تجرب حجم الألم الذي اعانيه و أنا أراك تمضي بعيدا عني في كل مرة نلتقي .