كان أجمل صديق ،اخترته وانتقيته انتقاءا من بين كل الأصدقاء،عندما يبتسم لي تبستسم لي
الحياة،وحينما يغادرني يعتريني الملل الطويل،وحالما يأتي اليوم التالي أركض إليه
ركضا متى ألقاه؟.
ضحكاتنا ،ولهونا،ولعبنا معا،وحديثنا الطويل والجميل كله لا ينسى،كنت أعطيه كل أسراري
فكان هو صندوق أسراري،كان يعلم بكل كبيرة وصغيرة تحدث في حياتي،فهو ظلي لأنه
يلازمني ،وقلبي النابض،وعقلي المفكر دائما.
مع مرور الأيام تفاجأت بتغير الكثير من الناس علي،وبدأ شخصا تلو الآخر يبتعد عني
وكل شيء أنوي به أفاجأ بأن الناس يعلمون به،ورأيت كيف أن سمعتي تشوهت بشكل
غريب ومثير للريبة،وفي أحد الأيام كنا أنا وهو في سيارتي،وكنا عائدين من سفر
طويل ومتعب إلى مدينتنا،فوصلنا عند باب بيته وأقوفت سيارتي فنزل وشكرني
على الرحلة الجميلة ودخل منزله،وبينما أنا أتابع طريقي إلى منزلي،وجدت الشرطة
تنتظرني عند باب المنزل،فأوقفتني وبدأ الشرطيون يبحثون في سيارتي شبرا شبرا
فتفاجأت بأنهم قد وجدوا مقدارا صغيرا من الهيرووين،ومن دون تردد ألقوا القبض علي
ورموني خلف القضبان،وفي يوم التحقيق تفاجأت من خلال تحقيق المحقق معي
بأن من بلغ علي هو صديقي العزيز،أو من كنت أظنه بأنه صديق عزيز!.
واليوم أنا خلف القضبان ظلما ،فأي صديق هذا الصديق!.