كان رجل يعمل عند كفيله فلم يعطه راتب الشهر الأول ، والثاني ، والثالث ، وهو يتردد إليه ويلح وأنه في حاجة إلى النقود ، وله والدان وزوجة وأبناء في بلده وأنهم في حاجة ماسة ، فلم يستجب له وكأن في أذنيه وقر ، والعياذ بالله .
فقال له المظلوم : حسبي الله بيني وبينك ، والله سأدعو عليك ، فقال له : أذهب وأدعوعلي عند الكعبة (انظر هذه الجرأة) وشتمه وطرده .
وفعلا استجاب لرغبته ودعا عليه عند الكعبة بتحري أوقات الإجابة ، على حسب طلبه ، ويريد الله عز وجل أن تكون تلك الأيام من أيام رمضان المبارك ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) ، ومرت الأيام، فإذا بالكفيل مرض مرضاً شديداً لا يستطيع تحريك جسده وانصب عليه الألم صباً حتى تنوم في إحدى المستشفيات فترة من الزمن. فعلم المظلوم بما حصل له، وذهب يعاوده مع الناس. فلما رآه قال: أدعوت علي؟ قال له: نعم وفي المكان الذي طلبته مني. فنادى على ابنه وقال: أعطه جميع حقوقه، وطلب منه السماح وأن يدعو له بالشفاء