لا تحب لين أبدا الاستيقاظ باكرا فليس هناك الكثير لتصنعه خلال نهارها الطويل ،ذلك انها اعتادت السهر رفقة زوجها محمد على فنجان القهوة الليلى في مقابلة التلفاز و هما يتجاذبان اطراف الحديث عن أحداثهما اليومية المعتادة :هي بين شؤون البيت و طلبات الولدين و ساعاتها مع النات رفقة صديقات الفايس بوك و هو مع عمله في الشركة و زملائه و المسؤولين .
هكذا كانت أيام لين الرتيبة ، لكن في ذاك الصباح نطق هاتفها النقال بصوت عال جدا فراحت تفتش عنه تريد اسكاته و هي مغمضة العينين كي لا يزعج نور الشمس عيونها فيحرمها لذة الرجوع الى النوم من جديد لكنه لم يسكت فاضطرت للرد على المتصل على مضض و اذا هي أختها نادين تريد اطلاعها على حلم رأته و تظنه رؤيا .
راحت نادين في حديث مقتضب تخبر أختها ان شيئا ما لا تدري كنهه سيحدث لمحمد ... فالرؤى رسائل ربانية قد يكون هدفها تحذيريا:قالت نادين.
شعرت لين بانقباض في صدرها من كلمات اختها مما أقض مضجعها و حرمها لذة الرجوع الى فراشها الدافئ.
قضت لين يومها في قلق على زوجها و هي تتساءل عما يمكن ان يحصل معه فتتأفف حينا و تستغفر حينا آخر و مع هذا لم تشأ أن تتصل به و تخبره بقلقها عليه بسبب ذاك الحلم ...ربما توقعت أن يسخر من تنبؤات أختها و ربما لم تشأ نقل جزعها اليه .
حين وصل الزوج سالما كادت لين تبكي من فرط الفرج أمامه لكنها تمالكت نفسها و اخفت الأمر
ليلا جلست لين الى جانب زوجها -كما اعتادا دائما -يتشاركان مشاهدة التلفاز معا فوقع بصرها على قناة تبث حصة عن أشهر قاتل في منطقة غير بعيدة عن سكناهم ...كان يقتل الصبية دون السادسة عشر بعد الاعتداء عليهم فتقطيعهم ثم دفن كل قطعة على حدى في مزرعة قريبة من هناك فأصرت لين على مشاهدتها لكن الحصة كانت على اجزاء فلم تتمكن من معرفة باقي القصة.
ليلتها كان محمد متعبا جدا فاستأذن زوجته و آوى الى فراشه بينما هي لم تجد ما تصنعه بمفردها فراحت تبحث عن تتمة قصة ذاك القاتل عبر النات فوجدتها مفصلة و كاملة و ان هي الا لحظات حتى نام جميع من بالبيت سواها هي .
بينما هي منشغلة في متعة قراءتها سمعت شيئا بالطابق السفلي يشبه وقوع شيء ما....تراه احد ما تسلل الى البيت ؟ ،لم ترد ايقاظ زوجها و اظهار خوفها قبل التأكد فاتجهت نحو الباب و الصقت احدى اذنيها به تريد سماع أي صوت قد يدلها عما يحدث بالأسفل ...ثم سمعت صوتا آخر يشبه صرير الباب او صوتا نسائيا مكتوما ...حتى القطط فوق السطح صارت تتلاعب بأعصابها
فكرت في لو انها عصابة مجرمة اخترقت البيت ...من تنقذ اولا ؟ولداها ؟زوجها ام تنجو بنفسها و يا روح ما بعدك روح ؟ هل ستستطيع ان تقاوم ؟ كم عددهم ؟كيف ستفعل ؟
تذكرت فيلم كيفين الذي دافع عن بيته و واجه مجرمين خرقاء بطرق بسيطة جدا لكن الوقت ليس في صالحها ...ندمت لأنها لم تخصص مكانا سريا في البيت يصلح للاختباء فيه في مثل هذه الظروف
تبا لكل شيء بالبيت المهم ان ننجو بأرواحنا: قالت لين في قرارة نفسها :فليأخذوا كل مدخراتنا و ليبقوا على الصبيين على الأقل .
بقيت للحظات أمام الباب ...تخيلت انهم سيفتحونه و سيجدونها أمامه تنتظر مصيرها ...فكرت في ايقاظ زوجها ....لم تجرؤ في النهاية على ايقاظه رغم انها ترتجف حتى اخمص قدميها لكنها خافت ان يسخر منها و يمنعها من مشاهدة افلام و حصص الرعب ثانية .
اتجهت الى اللاب توب و فتحت الفايس بوك و عولت ان تحدث اي فتاة تصادفها لعلها تتسلى معها و تنسى مخاوفها ...لا زلت في حالة فزع و لم تجد ايا من صديقاتها ....سمعت من بعيد صدى موسيقى عرس ...هدأ روعها قليلا و استأنست ببعض القطط المتناحرة في السطح ...لا تزال بقايا الخوف في جوفها ...توضأت وصلت ركعتين لعلها تطمئن...
تسللت في هدوء الى الفراش ...غطت على عينيها و أقسمت يمينا ان تكون منذ الغد اول النائمين و المفيقين ثم غطت في نوم عميق