في غمرة الفرح
في غمرة و فرحة ..رقصنا وصحنا ’’’’ في غمرة وعناق كبير احتفلنا منذ صباح ذاك اليوم في بيتنا ’’’
والضحكة على وجوه الجميع تزين وجوههم ... والابتسامة لا تفارق ثغرنا ’’
هو من أجمل وأحزن وأسعد أيام حياتي
اختلطت مشاعري أنا ووالدتها ما بين حزن لفراقها وفرحة لسعادتها وسعادة للزواج ابنتي الوحيدة
هو يوم زفاف ابنتي ’’’
كنت أضحك والدموع تحرق خدي ’’’ كنت أبكي وقلبي يقفز فرحا ’’’
في غمرة تلك اللحظات ’’’ لمحت وجه ابنتي يحمر خجلا وغضبا بعد ان أغلقت هاتفها ’’’
ودون أن أشعر أحدا ممن أتى للترتيب فستانها ووضع مكياجها من أقاربنا ’’’ وبنظرة أب رؤوف في عيون ابنته اللبيبة .. فهمت ما تقول عيناي وانفردت معها في الغرفة ’’’ سألتها حالها ,, وعيوني تلمع خوفا وحذرا ... فأجابت :
هو يريدني أن نرقص في الشارع أمام البيت قبل دخولنا مكان الاحتفال ’’’ ومن ثم تلون وجهها احمرارا شديدا ’’’
هنا اقتحمت الغرفة زوجتي حينما شعرت بأن أمرا ما قد حدث ’’’
وعندما قرأت سر غضب ابنتها ’’’ بدء حوار صاخب بينهما ’’’ كنت أسمع وأرى وقلبي يدق بسرعة كبيرة
-لا ... لا يا ابنتي ’’’ ليس لك الحق ’’’ أن ترفضي أو تغضبي ’’’ هو منذ اليوم سيصبح زوجك ,,, وهو المسؤول عنك ’,’’
_ أمي هو يريدني أخالف شرع الله ... كيف أسمح له بذلك ’’’ كيف يرى الجميع ابنتك بلا حجاب وفي فستان السهرة .. وابنتك منذ أن كبرت لم يرى أحدا شعرها أو جسمها ’’’ هذا شرع الله ولا طاعة للمخلوق في معصية الخالق ...
_ ولكن هو يوم زفافك ’’’ هو يوم الفرح ’’’ سيسامحك الله ’’’ انظري جميع الفتيات الان يفعلن ذلك ’’’ هو يومك
_ أمي ... وهل أعطى الله رخصة بأن تكشف العورات في يوم الزفاف ’,’’ اعطيني شاهدا واحدا من القران أو من أحاديث
الرسول صلى الله عليه وسلم تتحدث عن تلك الرخصة ’’’
_ يا ابنتي زمان الرسول والصحابة لم يكن الوضع مثل اليوم ’’’ اليوم لا بد أن نتنازل عن بعض المبادئ القديمة ’’ ونستبدلها بما هو عصري ’’’
_ ولكن يا أمي أنت لم تربيني على مخافة شرع الله ,,, ووالدي علمني عندما كنت صغيرة أن لا أكون إمعة إذا اساء الناس سئت معهم وإذا أحسن الناس احسنت معهم
هنا شعرت أن دوري قد حان ’’’ وأنني كأب قد ربى وتعب لابد أن يقول كلمته ... فنظرت في عيون زوجتي الباكية
و قلت لها :
أعلم أنك كأم تريدين أن تري ابنتك في بيت زوجها سعيدة ’’’ أعلم أنك منذ سنوات وانت تدعين الله بأن تحضري يوم زفافها ... وأعلم أن مشاعرك هي التي تكلمت وليس عقلك ’,’’
ومن ثم التفت إلى ابنتي ووضعت يدي على كتفها وقلت لها :
سامحي أمك يا ابنتي ’’’ ستعلمين عندما يكرمك الله بأبنة جميلة مثلك كم ستكون تلك اللحظات صعبة على الوالدين ’’’
سامحينا يا ابنتي ’’’ انت تقولين عين الصواب ’’’ وأنا لا أريد لك أن تكوني مثل ذاك الديك الذي طلب منه صاحبه أن لا يصيح في الصباح لأن صوت صياحه يزعجه فامتثل لأمر صاحبة بحجة أن هناك الكثير من الديوك الذين يصيحون عنه فلما هو يصيح ,,, ومن ثم طلب منه صاحبه ان ينقنق مثل الدجاجة وإلا نتف ريشه ,,, فما كان منه ألا واصبح ينقنق بدلا من أن يصيح خوفا من ظلم صاحبه ’’’ وفي اليوم التالي طلب منه صاحبه أن يبيض مثل الدجاجة وإلا ذبحه ’’’ فندم الديك لأنه توقف عن الصياح ولأنه لم يرفض التوقف عن الصياح منذ بادئ الامر ’’’ نعم يا ابنتي من يهن يسهل الهوان عليه ’’’ ومنذ البداية فإن لم توقف التسرب سيصبح حتما طوفانا ’’’
هنا صمت أحاط في الغرفة والعيون تكلمت ’’’ وتفاهمت ’’’’
ومن ثم خرجت معلنا للجميع وبفرح غامر في القلب
وبنشوة من زرع فحصد ...وربى فوجد ,,,
وفي غمرة انشغالهم ... وفي الغمرة بين المهنئين
وفي غمرة الفرح ,,,
أعلنت
لا زفاف اليوم