تلك العائلة كانت تعيش في منزل بعيد عن باقي
المنازل،والعائلة نفسها تعيش في منأى عن
الجميع،يومها وليلها يسير على منوال واحد لا يتغير
،فجميع الناس لا يعلمون بما يحدث في ذلك المنزل
الغامض،فالوالد يتصرف بمنتهى الغرابة والقسوة
في آن واحد معا،فهو يعامل ابنته وابنه الوحيدين
بمنتهى القسوة،ومعهما أمهما،فوراء كل معاناته
النفسية تلك،غيمة سوداء أطلت في الماضي البعيد
فأمطرته بوابل من الآه والوجع الذي قد غدا صعيب
فقد كان أبوه يعنفه ويضربه كثيرا،وكانت أمه
تحبسه في غرفة مظلمة لأيام طويلة كلما أخطأ
حتى وإن كان الخطأ صغيرا ،فهو بالنسبة لها لا
يغتفر،وعندما لم يستطع تحمل المعاناة هرب من
منزلهم،ليعيش مع صديقه دون علم أي أحد،وقد
وفق في اختياره لأن صديقه يعيش في مدينة أخرى
تبعد عن المدينة التي كان يعيش فيها مع والديه
قرابة الثلاث ساعات،ومن هنا اختفى ولم يعد لهم
وهم بدورهم قد نسوه أصلا.
صديقه كان يهوى استخدام المخدرات،ويتاجر بها
أيضا مما جعلوه يمضي على خطا صديقه ليضيع
نفسه أكثر، حتى غدا شابا طالحافتزوج
وأنجب هذين الطفلين،الذين بدأ يذيقهم شتى
أصناف وأنواع العذاب،فقد قام ببناء غرفتين في
القبو ذات جدر عازلة للصوت،حتى لا يسمع أحد
صوت أنينهم،إحداهما لأمهم فيقوم بضربها وتعذيبها
فما إن يكتفي منها،حتى ينتقل لطفليه في الغرفة
الأخرى ويقوم بتعذيبهم،وعندما يفتك به الجوع
يترك الأم تقوم بالطهي في نفس الغرفة،وكلما
تأخرت يعاقبها بنتف شعر رأسها حتى تسرع
فتعطيه طعامه وتترجاه بأن يسمح لها بأن ترى
طفليها ولو من بعيد،فحالما تراهم تريد احتضانهم
لكن دون أي جدوى،فكيف السبيل للخلاص من هذا
المأزق مع مختل عقليا؟!.