كان فيمن كان قبلنا
رجل أراد أن يقترض من رجل آخر
ألف دينار,
لمدة شهر ليتجر فيها .
فقال الرجل :
ائتني بكفيل.
قال :
كفى بالله كفيلاً.
فرضي وقال صدقت
كفى بالله كفيلاً
ودفع إليه الألف دينار .
خرج الرجل بتجارته،
فركب في البحر،
وباع فربح أصنافاً كثيرة.
لما حل الأجل صرًّ ألف دينار،
و جاء ليركب في البحر ليوفي القرض،
فلم يجد سفينة
انتظر أياماً فلم تأت سفينة
حزن لذلك كثيراً
وجاء بخشبة فنقرها،
وفرَّغ داخلها،
ووضع فيه الألف دينار
ومعها ورقة كتب عليها:
( اللهم إنك تعلم
أني اقترضت من فلان
ألف دينار لشهر وقد حل الأجل,
و لم أجد سفينة.
وأنه كان قد طلب مني كفيلاً،
فقلت:
كفى بالله كفيلاً،
فرضي بك كفيلاً،
فأوصلها إليه بلطفك يارب )
وسدَّ عليها بالزفت
ثم رماها في البحر.
تقاذفتها الأمواج حتى أوصلتها
إلى بلد المقرض،
وكان قد خرج إلى الساحل
ينتظر مجيء الرجل لوفاء دينه،
فرأى هذه الخشبة.
قال في نفسه:
آخذها حطباً للبيت ننتفع به،
فلما كسرها وجد فيها الألف دينار
ثم إن الرجل المقترض
وجد السفينة، فركبها و معه ألف دينار
يظن أن الخشبة قد ضاعت,
فلما وصل قدَّم إلى صاحبه القرض،
و اعتذر عن تأخيره
بعدم تيسر سفينة تحمله حتى هذا اليوم .
قال المقرض :
قد قضى الله عنك.
وقص عليه قصة الخشبة
التي أخذها حطباً لبيته ،
فلما كسرها
وجد الدنانير و معهاالبطاقة.
هكذا من أخذ أموال الناس يريد أداءها،
يسر الله له و أدَّاها عنه،
و من أخذ يريد إتلافها،
أتلفه الله عز وجل