يدان سوداوتان ... ووجه أسود ,,, شاحب ,’’,’, متسخ الثياب والبدن ,,,
يحمل عصا متسخة طويلة ,,, يهش بها الأطفال المارين الراقصين حوله لكي يجعلوه ينفعل ويشتم بصوت عال ,,,,
ويبعد الحجارة في تلك العصا ويلتقط بها النفايات التي يراها مناسبة للبيع ... وله فيها مأرب أخرى ,,,,
هذا هو أبو مالو ... رجل في الأربعين من العمر ... سكن حاوية القمامة التي في حيينا لفترة لا بأس بها,,,,
ومن ثم غاب عن عيوني لسنتين أو ثلاث سنوات ....
واليوم كان المطر شديدا ... وللأسف كنت لا أحمل مظلة ... أدلف بين الأروقة بسرعة ,,,
ليس هروبا من خير السماء أن يسقط على رأسي فالمطر رحمة ,,,
وأنما خوفا على التكنالوجيا الحديثة التي حملنها لنواكب العصر ,,, والتي إذا مسها ماء خربت وتكلفك الكثير لأصلاحها... كالهاتف ومفاتيح السيارة وما إلى ذلك ...
وبينما أنا أسرع الخطى لمحت أبو مالو في شارع بعيد عن حيينا ,,,أستغربت مازال على قيد الحياة ذلك الرجل ,,,
قادني فضولي للحاق به دون أن ينتبه ...وجدته ينظر بحدة إلى أحد المحلات ويحدق به كثيرا ,,,, نظرت الى ما ينظر .. نعم هو دكان للبيع الخبز والحلويات ...
رق قلبي إلى منظره وهو ينظر إلى ذلك الدكان بشهية ... قلت في نفسي ,,, لابد أنه جائع ,,,
تحسست جيبي ,,,, وركضت مسرعا إلى الدكان واخترت أكبر كعكة ذات ألوان زاهية ومنظر يفتح النفس ,,,
خرجت إلى الشارع لأعطيها لأبي مالو ... عله يدعي لي بالبركة وبسلامة أطفالي ,,, ولكني لم أجده
,.,, ركضت يمنة ويسرة ,,, في حنايا الحي هنا وهناك ,,,,
أه ... نعم لقد وجدته خلف تلك السيارة مختبأ ,,,, وقبل أن أصل إليه ببعض خطوات وهو لا يراني ,,, كانت المفاجأة ,,,,
خطوت خطوة للوراء ,,,, ومن ثم وبكل هدوء استدرت ,,,, وعدت أدراجي ,,, عائدا إلى البيت ,,, مستغربا ... أتحمد الله ,,, وأقول في نفسي
,,,,,لابد أن أطفالي أحق منه ,,, سبحان الله ...كيف يرضى رجل مثل هذا أن يكون في ذلك الموضع لسنين عدة ,,, هل ذاك عمل يرضاه لنفسه ....
مفاجأتي كانت بحجم مفاجأة أطفالي لفرحهم بالكعكعة
,,,, بينما أنا ...صعقت عندما شاهدت أبو مالو يحمل جهازا هاتفيا لونه أسود يقول للمرسل ,,,
(( تمت المهمة سيدي )) .....