د. صلاح جرار أستاذ في اللغة العربية ومختص في الأدب الأندلسي (مواليد جنين 1952).
عُين لعدة سنوات أميناً عاماً لوزارة الثقافة الأردنية حتى 2002،
أصبح بعدها نائبا لرئيس الجامعة الأردنية في عمّان،
ثم شغل منصب وزير الثقافة الأردنية في حكومتا الخصاونة و الطراونة عام 2012.
************
نيسان بين أفراح وأشجان
يا مَن تشَكّى من هموم زمانه هلاّ فررتَ إلى الرّحيم وشأنِهِ ؟
رحم العبادَ على عظيم ذنوبهم فتدبّرِ الآياتِ في قرآنه
واسلك سبيل المصطفى في هديِهِ تلقَ الفؤادَ يفرّ من أدرانه
كم نعمةٍ لله في هذي الدّنا فابدأ بنفسك فهي من إحسانه
ربّاهُ لا نحصي عطاءك إنّه عمّ الوجودَ ونحن من أفنانه
ووهبت يا ربّي الوجودَ جماله فتسابق الشّعراءُ في ميدانه
أنّى التفتنا فالجمال يشدّنا أسرى ونعم الأسرُ في سلطانه
لا نستطيع الخوضَ في ملكوته يكفيك إطلالٌ على شطآنه
في كلّ آونةٍ جمالٌ رائعٌ وجمال هذا الدّهرِ في نيسانه
قد توّج النّسرينُ عرسَ جَماله ميلادُها قد كان في أحضانه
ولذا أرى جوّ الرّبيع مُؤرَّجاً بشذا عبيرِكِ لا شذا ريحانه
إن كنتُ أرقبُ ذا الرّبيعَ فسِرّهُ أنْ قد نهلتُ العذبَ من غدرانه
ففراتُكِ العذبُ الطّهورُ مَعيننا ولكم شفيتِ القلبَ من أشجانه
***
لكن يظلّ الهمّ يغشى قلبنا حتّى يحِلَّ الطّيرُ في بستانه
ما كان ذا الأَلقُ المُشِعُّ لِيختفي لولا ابتعادُ الخِلّ عن خلاّنه
إسلامنا في القيد يُشعلُ نارنا أتَقرُّ عينٌ وهو في حرمانه ؟
ربّاهُ فرّجْ كربنا وبقولِ كنْ أنجيتَ مَن أنجيتَ من نيرانه
واحفظ إلهي وُلْدَنا وأحِبّةً واكبتْ عدوّاً لجّ في طغيانهِ