جلستْ من نومها متثاقلة ،،
على صوت المنبهه الذي إزعج مسامعها ، فتحت عيناها على تِلكَ الغرفة ،،
اللتي يبان على اهلها الترف والبذخ والأسراف ، فـ مستوى إباها في القمم ،،
- اوووه الساعة الآن الثانية ظهراً ، لقد تأخرتُ كثيراً بالنوم ..
تقدمت بخطواتٍ ثقيلة إلى دورة المياه - إكرمكم الله - فتوضت ،،
ثم فرشت المصلاه وصلت صلاة ربها ما إن طوت مصلتها ،،
إلا سمعت صوت باب غرفتها يُطرق ،،
- من ؟!- إنا أمكِ ياعزيزتي .
- إهلاً أمي ، تفضلي .
فتحتَ الإمَ الباب ثم جلست بجوار ابنتها على كرسيها ،،
وكان متضح على وجهها علاماتْ الضيق والحيرة ،،
- إماهَ .- نعم بنيتي .- مابكِ ، إرىَ حروفاً ترتسم بإعينكِ ، وعلاماتٍ على وجهكِ الطلق ، تكلمي ؟!
- لا شيء يابنيتي .- بلا يا أمي ، هيا قولي ، لن اترككِ على هذا الحال ؟
- حسناَ ياعزيزتي ، سأقول لكِ ، ولكن قبل ذلك إعطيني وعد .- أماه بدأتُ أتوتر ، هيا هلميَّ وتكلمي .
- إبنتي شذى ، إنتِ الآن فتاةُ في عمر الزهور ، وها إنتِ كبرتِ ، وإصبح عمركِ ثمان عشر سنة .- أمي ، رجاءاً لا أريد المقدمات ، إريد صلب الموضوع ؟!- حسناَ ، بالأمس عمكِ طارق طلب الزواج منكِ لإبنه حمد ، وأباكِ وافق عل ....
( قاطعتها شذى ثم قالت )
- إمي ، هذا الشاب قليلُ الأدب ، والأخلاقَ ، لا إريد التزوج منه قولي لأبي إنني لستُ مستعدة للإرتباط بشخصٍ هكذا .- ولكن يابنيتي ، أباكِ إتم الموافقة ، والأسبوع القادم هو زواجكِ بنيتي ، والليلة الملكة .
( تكلمت وقد إغرقتْ عيناها بالدموع )
- ماذا يا أمي ، ماهذا الضلم بزماننا هذا ، إلا يعلم إبي أنني سأكمل بقية عمري معه ، سأفنيه وأنا بجانبه ، و هل إبي سيحتمل كُل هذا العبء ،،
هل هو اللذي سيتزوج إم أنا ، هو اللذي سيتعذب إم أنا ، هو اللذي سيتحسر إم أنا ، لا أريد الزواج منه أمي إرجوكِ ساعديني ، حاولي إقناع إبي بالرفض ،،
( أمسكتْ إم شذى يدا إبنتها النعامتان وقالت )
- ماذا عساي إن أفعل ياعزيزتي ، فإنتِ تعلمين يابنيتي أن إباكِ إذا قال شيئاً يقوم بتنفيذه ولا يتراجعَ عنهُ مهما كان الثمنَ .- إرجوكِ تكلمي معه ، فهل إرخص عندكِ ، إنا إبنتكِ الوحيدة ، أماه إرجوكِ لا تفرطي بيَ .
( حينها دموع إم شذى لم تقدر على الحبس في عينيها ، نزلت وبإلمٍ وذل
على حالِ إبنتها الوحيدة ، التي سترحل عنهم الإسبوع القادم برمشةِ عين ، )
- بنيتي وحبيبتي ، إصبري على ما إبتلاكِ بهِ الخالق ، وصدقيني سوف يأتي يوم وتلاقين جزائكِ على صبركِ .
( إكتفت شذى ، بإبتسامةٍ ممزوجة مع دموعٍ إرتسمت على خدها الوردي )
،‘
في فترةِ ملكتها بـ حمد ، رفضتْ إتصلاته رسائله هداياه ، كل مايذكرها بهِ ،
حتى إنها تبدأ بالبكاء إذا ذكروا إسمه إمامها ،
،‘
بعد مضيَ إسبوع ،
هاهيَ شذى ،
في غرفة العروس بإكملِ زينتها ، بابُ غرفتها يطرق ..
- من على الباب ؟! - إنا صديقتك الغالية على فؤادكِ مريم .
- حبيبتي مريم تفضلي .
( قامت شذى وكانت تريد إن تحضن صديقتها وتبكي ، لكن مريم ابتعدت عنها وقالت : )
- إ بعدي عني ياعزيزتي ، كيف تفعلين هذا وإنتِ محملة بهذا الفتسان الكبير .
- آه يامريم ، ماذا أقول لكِ ، عن إلمي أو عن إوجاعي ، وإنا في هذهِ الليلة سأزف لـ عريسٍ لا أحبُ حتى رؤية ملامح وجهه الخداعه .- حبيبتي شذى ، سيتغير مع الأيام ، فأنتِ بيدكِ كُل هذا ، تقدرين على تغيرهَ بالأكمل ، وسوف تذكرين كلامي حينها .( دخلت أم شذى )
- هياَ ياشذى قومي فالوقت تأخر ، يجب إدخلكِ قبل العريس .
( تمسكت شذى بمريم )
- مريم أرجوكِ لا أريد الذهاب كوني معيَّ ،- حسناً هيا قومي ، لن إفارقكِ لحضةٍ واحدة ،
،‘
قامت شذى ، بدأتْ تزفَ في قاعة إشبه بالخيال زًينت بالورود واللونين الموف والأوف وآيت ، كانت كالأميرة في جمالها ،،
في روعتها ، وفي بهائها ، وحينها الأفواه تتكلم ، فـ منها من يحسدها على جمالها الرباني ومنها من يدعي لها بالتوفيق والسداد ،،
جلستْ على كرسيها الملكي ثم بدأت المصورةَ بتصوريها كالعادة ، وبعد ساعة تماماً أعلنواَ دخول المعـرس وأباه وعمه والد شذى ،،
لحضتها دخل ذلِك الأنسان اللذي يتصف بصفاتِ الجمال والجاذبية الحقه ويتلواه إباه وعمه ، الفتياتْ كالمعتاد جّنَ جنونهن على جماله ،،
عندما تقدم حمد إلى شذى ، لكي يرفع عنها تِلك الطرحه التي إخفت ملامحها ، رفعها وإذا بهِ يتفاجئ ، زادتْ جمالاَ وكمالاَ عن السابق ،،
سبحان من خلقكِ وصوركِ ياشذى ،، وبعد ذلك جلس على الكرسي بجانبها وبدأ يحدثها ، ولكنها لم تلقي لهُ بالاً ، كانتَ مطأطأة الرأس ،،
حاول إن تتحدث معه مراراً وتكراراً لكنها أبت ذلك ، كـانتْ صامته ، كالصنم ، إو بالإحرى كـ الأخرس والأصم ،،
بعد ذلِك ذهبَ حمد ومعه شذى إلى فندق ليقضيا فيه هذهِ اليلة ،، تقدم نحوها ، رأها تبكي وبلا صوت ، تبكي وبحرقةٍ والم ،،
" شذى ، اعلم بإنكِ إلى الأن في قلبكِ حُقداً وكره لي اعلم ذلك ، لكن ياشذى إيقنِي وإعلمي إن ذلك الموقف الذي حصل بيننا من خمس سنوات ،،
كنت فيهَ مراقهاً وطائشاً لا اعرف من الحياة شيئاً سوى اللعب وتإذية الناس والكثير من الإفعال الشنعة ، سامحيني إرجوكِ ، أنا إعلم بطيبةِ قلبكِ ،،
إعلمَ بإنكِ حنونة ، وحساسة ، ورقيقة ، فكلما كلتمني إختي ريهام عنكِ ، وعن صفاتكِ ، إخلاقكِ وعن مواقفكِ الطيبة ، إزدادُ إعجاباً بشخصيتك ،،
وإصراراً على إرتبطانا وطلب السماح منكِ مهما كان الثمن فسماكِ قلبي قبل إن يسميكِ لساني اطلقتُ عليكِ شذى الورد ، فـ أنتِ كشذىً لـ الورد ،،
كعطره وفوحانه بل إكثر ، وإعلمي ياشذاي إنني لم أطلب يدكِ إلا حُباً لكِ وتعويضاً لكِ عن تلك الأيام وأنني أريدكِ زوجة لي وإماً لإبنائي إن شاء الله ،،
لا أريدَ إتعابكِ معيَّ إو تعذيبكِ إذا أنتِ مسامحتني قولي ، وصدقيني سإسعدكِ طوال العمر وهذا وعدٌ مني ، وإن لم ترغبني بي ، فلا يوجد شيئاً إجباري "
.. هُنا وبهذهِ اللحضات أحستْ شذى ، بشعورٍ غريب بمشاعر تتزلزلُ بداخلها كالبركان احستْ بإنها ظلمت ذلِك الأنسان الطيب ، الحنون ،،
حنَّ قلبهاَ لهُ ، أحستْ بالحُب لهَ وتذكرت عبارتها هيَّ ومريم - اللي فات مات واحنا عيال اليوم ، وإن المسامح كريم - بعدها جففتْ دموعها ،،
ثم رفعتْ رأسها إليه ، وإبتسمتْ أبتسامة خفيفة تعبر عما في قلبها لهَ من حُب إنولد بلحضاتٍ بسيطة من تسامح ومن رضا بالعيش معه ورضا به ،،
لم تكُن الدنيا تسع فرحة حمد هُنا ، كان إسعد الناس ، وكإنهُ مِلك هذا العالم بإكمله ، لإنهُ يعلم بإنها إذا إصرت على الشيء تفعله ، لكن الحمدُ والشكر للخالق ،،
،
بعد مرور 5 سنوات ،
رزقتْ شذى بتوأمان كـ البدر ، رزقت بـ طفلة إسمها ريتاج ، وبطفلٍ إسمه ريماس ، وكاناَ يبلغا من العمر 4 سنواتٍ ونصف ،،
لحضة لم تنتهي قصتي هٌنا ، فقد كان جزاء ابا شذى وعمها نتيجة الظلم ، إنهُ أفلستْ شركتهما لأسبابٍ بسيطة لم يتوقعاها قطاً ،،
لكن من رحمة حمد ، إنهُ جعل إباه يشتغل مديراً عام في شركته التي إسسها وبناها وكانتْ بإسمه ،،
وإما شذى ، سلمتْ ـآباها شركتها التي كانت هديةٌ من حمد زوجها المخلص بمناسبة ولادتها بالتوأمان ،،