كنتُ يوماً انتظِر
كي أراها ..
ومضى شمسٌ وقَمر
وزُرقةٌ وسَواد
وانا انتظر
بعضَ مُحيّاها .
فاجئتني الشمسُ
حينما حَجَزَت للسَفر..
قلتُ في نفسي
لعلّها تأتي
مع قطار القَمَر
ومرَّ السكون
خلفَ السكون
وانا انتظر..
لعلّها تُمطر لمرآها.
على حينِ دَهشَة
ظَهرَت نَجمة
ليسَ عليها اختامُ الرحيلْ..
كانت تتمايلُ مع لمعة عيني
تمسكُ بيديها طيفي
وفي المعطفِ شيءٌ مني
وبعضُ تفاصيل .
عرفتُها فوراً دونَ دليل
قد كانت دوماً حينَ اراها
تليسُ وجهي تحتَ المنديل
حتى تعرف كل الخلائق
باني أرضَها..
واني سَماها.
ناديتُها بأعلى صَمتي
بصوتِ عيونٍ
تشرحُ مَوتي..
القيتُ عليها بعضَ حنيني
لعلها تسمعُ بعضَ انيني
لعلها تنظرُ
ناحية البَحر..
لعلَ اضواءَ المنارة تجذبها
لميعادٍ بيننا قد مَر..
فكل الرمالِ تحفظُ خُطاها .
ناديتها والبحرُ يبتلعُ
كلَ اشواقي..
صرختُ مرةً اخرى
بنار احتراقي.
فالتفَتَتْ للخلف قليلاً
فَرحْتُ كثيراً...
كثيراً..كثيراً
ظننتُها حقا قد سَمعَتني
قد عَرفَتني..
فصوتي الحزينُ
كانَ صداها..
هي آتيةٌ اليَّ
تمسك منديلاً
فيه رائحةُ مِعصَميَّ..
ساضبطُ ياقةَ اوجاعي
كي لا تضيعَ بهجةُ الموجوع
لبعضِ عناقِ ..
فقد يطولُ الكلامُ قليلاً
حتى ينالَ الوجدُ رضاها .
فاقترَبت
واقترَبت
وحروفي تتحشرجُ في جوف الليل
ماذا اقول لها
اذا سَأَلَت..
كيف اصافحُها
والسكينةُ مني قد رَحَلت..
حتى الارضُ قد اختلفت..
تُراها ستحضنني تُراها..
ام ستبكي بين احضاني
وانا اشتمُ هواها..
لكنها ذهبت لبعيد
تعدَّتني
وتعدَّت قلبي والوريد..
قَصَدَت مركباً دونَ شِراع
رَكِبَت فيه
وفي بَحر الغيابِ ضاع..
نادَت عليَّ بقهر الألَم
لا تَخَف ..
فاني رايتكَ قبلَ الشمس
فانتَ الحُلم ..
ويا ليتكَ اكتملت
ويا ليتكَ عُدت
ويا ليتني مِتُ
وصِرتُ عَدَم..
وغابَ المركبُ
وماتَ الموجُ
وانا جَلَستُ معَ البحر وحدي
هو يبكي هوانا
وأنا أبكي هواها .