قُبيل المغيب
إليك سيدتى هذه الكلمات وإن كانت خالية من كل العواطف والمشاعر الجياشة التي
تستائي منها فنظرت اليهِ بإستغراب وتعجب كأنهُ لم يكن هناك أمراً فاوحت للإستغراب من كلماتهِ ونبرات صوتهِ المعروفة بإنها تخلو من كل شئ إلأ من شئ واحد رأتهُ من خلال نظراتهِ.
فقال لها : أنظري الي هذه التلة التى نحن عليها وما بها من أشجار تكسوها الثلوج والبرد الذي عمَّ المكان كُله فالكل في مخبئهِ جاثم بسبب مآ آلت إليهِ فكان فيما سبق مكانا خلاباً الكل يلهو ويعدو فيه فالشمس لم تعد للظهورالأن والقمر لا يرسل ضيائهِ إلينا فنحن لا نفكر للعودة ألآن لأن الوقت والحال وألأنفس لم تَعد للعودة إليهِ فهى غير مهيئة لذلك فكل شئ هلك ومات في نظرك فلم يعد هناك تصور آخر بل كانت حياتك وأمالك في شئ وآحد أبعد ما يكون فهى قسوتك وإصرارك ونظراتك وطريقة تعاملك مع الأشياء أما قلبك فلم يعد يوماً لي بل رفضتي ورفضتى كل ما يتعلق بي و بسبب رجوعك وأمالك الزائفة فقسوتك كانت حتي علي دموعي التي من خلالها أُعبر بها عما بداخلى فاشراقتك كانت لنفسك لوحدك وستظل دائما لها والي هذا الحد أصبحت بعيداً جداً عن حياتك التي لم تعطيني ما أمله وأتمناه لقد أهديتك قلباً رحيماً عطوفاً فياضاً ماذا بادلتينى هل بادرتى بمثله ؟ ماذا قدمتى له ذلك المسكين البئيس؟ القسوة وعدم اللأمبالاة فحاولتي طمس أحلامي وبرجليك وطئتى على آمالى وسحقتيها التي لم تحقق ولن تتحقق بقيد افكارك وطريقة تعاملك ونظرتك العمومية للغير اصبحت نظرة شمولية تسحق كل من يقف فى طريقها فللاسف لا تعرفى من هو صديقك من عدوك ولتحمى نفسك فكلهم خاطئين فى نظرك وهذا يتطلب كثير من الفهم لتلك التجارب التى خضتيها او واجهتيها فى زمانك ومن ثمَّ صنعتى من نفسك هذا الكيان الهائل الصعب فأصبح فى نظرك هو الامثل .
ثم استمر فى سرد مافى نفسه من كلمات صعب قولها وقال :
وأنا أعرف إنها لم تكون لي أبداً لأن نظرتك لم تتغيرالى ألأن أما أحلامك فهي لذاتك.
ثم سكت وخيم صمت طويل حتي أصبح المكان موحشاً فقاطعته قائله:
انت تظر من ناحية أخرى تتراءى لك وهذا التصور لا اهتم به أبداً ولا الومك لانك تملك قلباً رائعاً رحيماً به كثير من المعان الصادقة الحقيقية التي لا أنكرها ولا أتغباها ولا اجهلها ولكن نفسي صدت عنك لا أعرف لماذا فحاولت أن أُبادلك نفس الشعور ولكنني لم أستطع فأحياناً أقول لنفسي التى لا تختلف عنك تماما مآ هذا العبء الذي همَّ بي ولا أعرف كيف أسير في سياقي ولكنني أستانس بمن أراه نداً لي في كل شي في العمر في الفهم في الحب بل في كل شىء ولكنك تري عكس ما أتصوره وأفهمه واقوله وسوف أخبرك بشئ كان بعيداً عنك إن الفقر مثله مثل الحب تماماً فانت ماذا أعطيتني؟ غير الحب الذي لا أستطيع ان أعيش به فأنا أكدح ليلاً نهاراً لِأُمن حياتي فالحب وحده لا يقوم بسد إحتياجاتي ولا أظنهُ يفعل ذلك فانت صديق سوف تكون بعيداً كل البعد عن تلك المهزلة ومسمياتها نحن في وقت يتطلب المال لا العواطف الجياشة التي تنظر من خلالها انت . يا أيها الصديق أفق واستيقظ فنظرتك لن تتحقق ولن تكون فأنا لست مثلك لي قلب ينظر بالعاطفة والحنان والحب فإنني من ذلك الحب الذي مات فمات معه كل شئ وجميع جوارحى شهدت بهذا وما تحسه فالحب الذي غربت شمسهُ عن سمائى جعل من قلبي قلباً مظلماً قاسياً كما تعلمه وتتيقنه فهذا حال ليس بيدي ولكي أسيطر عليه بشرط أن أرجع كما كنت وهذا شي يستحال أن يكون لقد مات كل شي فيَّ ودفنته تحت الثري وإنتهاء قبلها فكم من ليالى سهرتها فأُناجى فيهن الله وفي تلك العتمات التى لم أعرفها أبداً فى حياتى من قبل فتوسلت اليهِ ولكنه أبى ورحل عنى تركنى بدون سبب ويا ليتهُ أعلمنى فأصبحت أُعاني من تلك الجراح التى نزفت مني وليس بجوارى من يضمدها ويأخذ بيدى فقست عليَّ الليالي وتُهتُ في تلك الغيهابات فتوسلت للقدر ليرحمني فأبى أن يكون ذلك فلم أتوسل لأحدٍ من قبل مثل رجائي له أنذاك فلم يكن يسمع ولا يأبي ولايكترث فزداد همى وحيرتى فنظرت الي الجدر التي تُحيطنى ومن كل زاوية من زوايا فأقترب منها وأسرد لها قصتى وحكايتى وأجلس علي الأرض وأضم أرجلى الي صدرى وأختضنها وأطاطئ براسي وأنحنى علي ركبتي وأبكى وأذرف الدموع كل شى أسُود فى طريقى وازداد ظلمةً فضاقت نفسى ولا اعرف كيف اخرج من محنتى فاذهب فى سباتٍ وأصحو ولا أدري هل الفجر بزع ومن بعد ذاك الشروق الذي غاب عن حياتى فكان غيباً ابدياً عندما رحل وتركنى أُعانى من وحدتى وشجونى ولم يرحم دموعي ورجائى فما ظنك لي ألأن فهل عرفت الان ؟ أم إنني كيف قسيت وكيف تعلمته أن ألأشياء التي لا نستطيع أمتلاكها ستظل دائما بعيدةً عنا وتعذبنا لأننا أحببناها ولم نستطع ألأحتفاظ بها او أمتلاكها لأنها ليست لنا من ألأول إنه قدرى وإن كانت تلك القسوة التي رايتها فىَّ لأنك لم ترى توسلاتي ولا دموعي فى تلك الليالى فأننى لستُ بقاسية كما تظن وتتوهم ولكننى لا أطاوع قلبى واستمع إليه مرةٍ أخرى فأجهد نفسى فى عملى لأنه الشى الوحيد الذى أحببته فهو ينسينى ولكي تتعرف علىَّ أكثر فبدون هذا سوف يخيل إليك إنني علي تلك الشاكلة فأسأل الليالي والدموع والنجوم التى تلألأت فى سمائهِ وإطفئت فى سمائى وذلك السهر الطويل أسأل كل ركن من زاويا غرفتى ستروى لك حكايتى وتخبرك عن قصتى وقصة ألآمى أنا لم افعل شى لكى يحدث لى هذا فاحببته بأخلاص فهو لايستحق ذلك كم ذرفتُ من دموع وألام وكم سمعت من آهات أسال الجدران أسأل الأزقة والشوارع أسأل الأماكن التى شهدت حبنا أسألها عن وعودهُ وكلماتهِ الرائعة أسأل الشمس التى تمتعنا بضيائها أناذاك أسأل القمرالذى بنورهِ عشنا ليالينا وتسامرنا اسألهن كل شئ .
أسأل أسأل أسأل
ثم صمتت قليلاً وبكت وأزداد نحيبُها وبعيناها الخضروان الواسعتان الجميلتين ووجها الابيض الجميل كانه البدرفى الافق الذى أختفى عن سمائى ثم قالت :
أنت أتيت متأخراً بهذا العطف الذى لديك فقد أنتهى كل شى صديقى فهل نظرت مثل نظرتك ألأن عندما مر موكبهم أمامى في أجمل ليلة كنت اتمناها واعد ايامها فكانت بداية أحزاني وتعاستي وشقائى مآ أشقانى فى تلك الليلة وأتعسنى ومن حينها مات كل شئ فىَّ وقضى على جميع احلامى وامانيي لم يعد لى شيئاً أملكه ولا افتقده بل كل شئ زال جماله وذهب لم أعد أكون ولم ينفع البقاء فكل شي أنتهى عندى أحلامى أمالى امانيي تطلعاتى بسمتى فرحتى كل شئ مات بسببه وقضى على كل شى جميل فىَّ ثم دفنتهُ بيداى هاتان تحت ذلك الثرى ولم أُعَلَّم مكانهِ حتى أذا رق قلبى يوماً ما فلأ أعرف أين هو واين دفنته. فلذلك لا أملك قلباً مثلك قلبك يحنو وبهِ كثير من الحب والعطف لا أستطع أن أحيا تلك الأموات لانه ليس بأيدينا فأنا غير مسؤولة عن ذاك ثم ظهرت أنت لى فلم أرى فيك ما تنظر لي به فرأيتنى كالصخرة بل أبعد من ذلك أين كنت في تلك الليالي فهل تعرفت علىَّ أيها الصديق ثم أبتسمت أبتسامة عريضة تحتويها كل معاني كثيرة ابتسامه خالية من كل المعاني الحقيقية وقالت له :
هذا ليس وقت الاخلاص للأشياء بل وقت العمل والجد والاجتهاد فماذا تنتظر من الميت؟ واى شئ سيُعطيهِ لك؟ هل تنتظر منه أن يُحيي ألأموات فتتحدث معك ؟ أنظر الي هذه الصخرة إنها لا تعطي الماء ولكنها صامدة لا شئ يزعزع كيانها واستقرارها ولكن للأسف نحن دائما نري الأمور معاكسة تماما ولا نرى فضائلوها فلم يعد في قلبي مكانا للحب ولا للاخلاص الذى تتكلم عنه وهذا كل شئ هكذا أصبحت وهكذا سوف أكون. أنا لم أختار شقايى او تعاستى بنفسى بل تلك الدوافع هى التى صنعت مني هكذا يخيل إليك ولم يعد لي شيئاً لأكسبه ولا يهمني أن أبقي او أمضي فليس كل الأشياء متشابهة فى حقيقتِها لم يعد هناك أخلاص ولا حب فهذا كله قد انهار وتلاشي من حياتي وللأبد .فلابد أن تعرفه وتتيقن منه فإن الحياة فرصة يمدها لك الحظ هكذا هي حقيقة وجودنا أخبرتك ومراراً تكراراً وقلت لك فى حينها لا تتعلق بي فانت صديق ولا تعلوعن ذلك ولا تطمع اكثر من هذا فأنت أصريت علي المضي في هذا الطريق المسدود بسبب دوافعك فهو شئ يختص بك لوحدك فاذا أحببتنى فهذه مشكلتك أنت أما أنا فأرجوك لا لا ولا تورط نفسك أكثر معى وإنني أُقدر شعورك وأحاسيسك وأحترمها ولكنها كانت فى المكان الغلط وفى الاتجاه الخطأ فأرجوك لا تبقيني في دواخلك بل أنزعنى وأطردنى من أعماقك فإننى لا أتأسف ولا اندم على ذلك
.لم يكن الجوابه ألا بتلك الدموع المنهارة والنحيب الذي رق له الحجر والشجرإلا قلبها القاسى فما أعنفه وأجلده لم يسمع ولم يبالي ولم تكترث بما رأت وسمعت فأقتربت منه وربتت علي كتيفيه بطريقة لم يعيها فى حينها وقالت له:
يمكن لك حظاً أخر سيبتسم لك .
فنظر إليها قائلاً:
أرجوكى لا تعاملينى بهذه القسوة والجفاء إنني أحبك ولا أستطيع العيش بدونك فلأ تُبعيدينى عنك إننى محتاج إليك كثيراً والى حبك وحنانك لا تؤصدى الباب فى وجهى ولا تتركيني وحيداً بين هذه الدروب فلا انيس لى ولا رفيق
فقالت له:كثير من هذا الكلام سمعته ولكنه لم يسمع تضرعى ولا إستجدائى فتبسمت واستمرت بقولها : انت تذكرني بتلك الليالي وما قستهُ علىَّ ليالي جعلت قلبي مثل هذا الحجر بل أكثر منه ذلك فانا لا أُبالى به فعانيت من ألم كنت في أمس الحاجة اليهم الي من يسندني ويخفف من أوزاري فلم أجدهم كلهم كانوا مع ذلك الموكب مبتهجين فرحين فجعل مني شئ أخر شئ لم أتوقعه في حياتي فتمزق قلبي وانشقت سريرتي وانتهت أحلامى للأبد وتوجعت كثيراً وتألمتُ وضاقت الدنيا فى وجهى كانت لي أمالٌ أُربت عليها لتنمو كما تربى الام ابنها وفى أحضانها يشعر بالحنان والحب والدفئ وتعتني به وتسعد عندما تراه بلغ ذلك النصاب فيزداد فرحا وتعلقها به. إنكسر كل شئ وتحطم كل شي وكل شي وكل شئ بينيته أضحي ركاماً فلم يرحمني احد في تلك ساعة هكذا كانت كلماتهِ معسولة ووعوده رنيناً في عالمى فكنت أتطلع إليها وأبنى صروح أحلامى وكيف نكون معا وكيف نعيش وكيف ننجب الاولاد فاخترنا اسمائهم وكتبناها على جذوع الشجرلتذكرنا بسعادتنا تلك وبيومنا السعيد هذا فنفرح فى توها ونتمنى ان تعود ايامنا تلك وكنت يومها سعيدة معه فيغمرنى الفرح والمسرة الى ابعد حدود فظل يحدثنى عن تلك الحياة التى ساعيشها معه فما اسعدنى فى حينها فتمنيت لا افيق من ذلك الحلم الجميل الذى عشت فيه فخدعني تركنى بين تلك الجُدرأُعانى فى وقتها وألأن أصبح ماضى يدق فى عالمى لم يدعني فى حالى حتى انسى فيزداد ألمى وعذابى ولم أعد أُميز هل هذا حلم أم واقع صدمني أسال الليالي أسال الشمس التي غابت عنى إنني لا أستحق الحياة في نظرهم لأنني لا أملك تلك المقومات التي لديهم فأنا ورقة كانت مخضرةً لماعةً أما ألأن فان تلك الورقة أصبحت ورقة ذابلة في ذلك الغصن تنتظر الرياح لتسقطها وتهوي بها لان وقتها قد انتهى .
ثم بتسمت وقالت له سوف تنسي ويبقي كل شي بعيدا يتطلب منك الصبرا حقيقيا وتعودا بذلك ان المشكلة الحقيقية هي اننا غير صادقين في كل شي حتى مشاعرنا هي زائفة نكراء بل خالية من الاحاسيس الصادقة فلا تلومني لانك لا تعرفني ايها الصديق انظر وتمعن الي هذا المكان وما يحتويه انه مكان لا يصلح للحياة وإستمرارها والكل في اوكارهن منشغل للبحث عن الدفء الذي افتقدته في تلك الليالي. فرفعت وجهها ااجميل للسماء وبصوت عالي رحماك يا الله من هذا العذاب الابدي فنظرت اليه وقالت :
فلا تلومني بل عتابي كان علي نفسي التى تملك حظاً سيئاً حظ لم يجالسها بقرب منه في ذلك الموكب الذي حدثنى عنه كثيرا فحلمت به طيلة حياتي فاحلامي لم تتجاوز وسادتي امالي تحت الثري اصبحت فلم يعد لي كيانا احيا به وذبل كل جميل كان لدى ثم مات فلا حياة فيه ولا حركة وبيدي هذه تحسستها وتحت الثري ودعتها اه يا قلبي ما اصبرك علي ذلك فقل لي بل اخبرني فانني استمع اليك ايها الصديق فما تري وما انت بصانعه فان قلبي لم يعد يستمع ولا يصدق اي شي لاننا في أرض النفاق والاكاذيب نعيش ونحيا علي حساب غيرنا وغيرنا يدفع الثمن غالى ثم يعاقب. فلم يستجب لدموعي واستعطافى وتطلعاتى اليه ذلك المكان الذي حلمت به ان يكون مكانى لقد اخذته منى و بارادتهُ لم تستأذن منى فاصبحت فى هذا القبر اناجى الاموات فهل تسمعنى فاين الحياة التى تنتظرنى واستلذ واتمتع بها آه يا قلبى ما اصبرك على تحمل خطاياهم .
ثم سكتت وشردت فى ذلك الافق البعيد وعلى مد بصرها ثم تنهدت كانه جبل على عاتقيها الزمها للمكوث فلا تستطيع التنحى او المضى للخلف ثم قالت :
انا تعبت كثيرا منهم ومن خداعهم ولم يعد لي شي اكسبه لانى خسرت كل شي ولم يعد يهمني حتي قلبي هذا لم أعد أسمع أنينه وآلامه وندمت لانني ذات ليلة استرقت السمع إليه واحببت مناجاته وطاوعته ورضخت له فهو الذي ورطني و جرني الي كل هذه المتاعب بل هو المسؤول عن كل شئ لانه لا يعرف نوايهم وخداعهم ايها الصديق اذهب في هذه الطريق واشارت باصبعيها عكس الاتجاة الذى تنظر اليه وتحسس ذكرياتك وعش معهن فتجد الدفء وسوف تعيش كانهن موجودين معك وسوف تشمم روائحهم الزكية ستحيا ستتنفس بعبيرهم لانهم موجودين لا غائبين بل صادقين اما انا فماذا اتحسس واي عبير عبق ساستنشقه لم يكن هناك شي كان ليبقي لايعيش ذكرياته . كان وسيظل ليلا لا صباح له .
فنظر اليها بعينان دامعتان ثم قال لها اذن هو الوداع
فقالت له لم يكن هناك لقاء بيننا ليكون هناك وداع أليم ورحيل موجع حاول ان تخرجني من حياتك ولا تتعلق بي أكثر اذهب وكن صادقا في جميع حركاتك وسكناتك .
فقال لها : ارجوك بل أستحلفك بالله اناشدك بكل شي تحبيه ان ترحمى دموعي وخشوعى
فقالت له: الان التاريخ يعاود نفسه فلتعلم لم يستجب احدا لندائى ورجائى ودموعي التي لا املك منها شي الان واننى لا انتقم منك ولكن هذه طبيعة الحياة فكل شي رحل مني ولم يبقي منها شي اذهب اما انا فقد تعودت علي الليل وعذابها وذكرياتهِ الاليمة
فاقترب منها وجثي بقرب منها عند حذائها ماسكا بنهاية معطفها وبدموع وصوت اجش صوت يملا المكان بالصريخ و بالتوسلات والامال المقطوعة قائلا لا تتركيني فانني محتاج اليك فلا تغلقي الابواب و تطرديني من جنتك فانا راضي ان اعيش في جحيمك ساعيش فيه وارضي بالحياة ولكنني غيرمسؤول عم ما حدث لك انه الحب الذي اذلني وجعلني باقي متمسكاً به وبنهاية معطفك هو جدير بفهمي ولا اري داع لذلك الرفض اما انا فانني اعترف انني تخليت عن حب كان منذ القدم لم انتبه ولم اعيره كثير من اهتماماتي اعتبرته شي عابر يمضي الي سبيله ولا اعرف اكثر من ذلك تخليت عنها عندما اعطتني الحب بنظراتها فلم استجب في حينها اما في توها اعتقد انني ادفع ثمن ذلك واحاسب عنه ولكن لم يكن قلبي والع لها فتضيق الدنيا في وجهي واسمر الليل في امل ان يكون فهل انا قد ارتكبت خطأً عندما تجاهلتها والان اتعاقب مثل ما انت الان تتجاهليني الان فاعيش هكذا علي جانبي الطريق مثلما هي كانت فقد تتبعت احوالها فلم تتزوج الي الان وبرغم انني لا اجيد فهم الاشياء وخاصة المتشابهة منها او ذات البريق الذي يتراءى وبدأ لك ظهر انه هو كان الحب في عيناها بريقاً يلمع لى فلم اشاهده من قبل ولم الفه ومن ذلك لم اجتمع بها ولم اراها ولكن احوالها اسمعهن واستغرب لحدوثها وبرغم سعادتها فلم يشقيها رفضي ولم تأبي لذلك ولم يكن ببالي ان اقف معك في مثل ما انا عليها الان. فان القدر هو الذي جمعني الان لينتقم مني او ان الصدف هي التي كانت وستظل محور في حياتنا فلم اري طعم الحياة ولذتها كل شي كان وسيظل بالنسبة لي مرفوضاً ولا اسمح لاي شخص ان يتجرأ بقلب الموازين وهذا هو القياس الحقيقي ولا يوجد تشابه وبرغم تقارب المسألة فلا اظن انها واحده
فاقتربت منه بِخُطَى ثابتة مُتزنة وقالت :
انت كنت حبا لها فلم تري أحداً سواك ولكنك لم تكون هناك تالف في نفسك اتجاهها فالكل له مقاييس يري من خلالهن ويحتوى ما يريده ويلتمسه نحن أذن لا ننكر ذلك ولا استطيع ان افرض نفسي عليك لان الطبيعة الانفس هي هكذا فنحتاج الي كثير من التريث والتعقل في مثل هذه المسائل المصيرية وليست سطحية تمتازبعدم المسؤلية ان الحب الذي تدند عليه هو شي رائع جميل يجعل الانفس تتقارب وتنمو وتتنفس وتزهر وتعيش ولا احد مات من الحب ولكن الذي يقتل الانسان مراراً وتكراراً هو خداع وغادر أُريدك ان تتفهم هذا جيدا ولا اري سبيل مثل هذا فلا تلوم القدر في كثير من المسائل لاننا نحن من نصنع الاشياء الجميلة والقبيحة نحن من نخدع ونكذب نحن هم واحيانا تسوقنا اقدارنا كما تريد ولكن نحن من نصنع لاننا مسؤلين عن ذلك فتلك الليالي التي اخبرتك عنهن دفعت فيهن كثير من حياتي فلم اعد اميز بينهن وبين الاقدار الكل شارك فى مأساتى فكل شي حدث وابقي عندي ذكراه فهل يعقل ان اتجرع الكاس مرتان يوم خدعني وغدر بي ثم يذكرنى بذلك لا يوجد من ضحي من اجل الحب لانهم غير صادقين في حقيقتهم
فقال : سامضى الى ذلك العمق الذى دفعتينى اليه وبدون رحمة ساذهب بدون رجعة دون ان التفت للوراء كى لا اراك ساحاول ان اتجنب كل مايتعلق بك ساصبر نفسى ولن اسمح لاحد ان يحرر قيدى او يفك اسرى او يفتح باب سجنى ومن ثمَّ سأُعلم نفسى كيف كنت مضحية وفيا من اجل من احببتى ومن كرهتى سامضى بعد كل الصعاب التى شهدتها الان ولا اظن اننى سوف ارى اكثر من ذلك ساتعلم كيف اكون وحيدا بدون رفيق ولا انيس ساذهب للبعيد ولا اعتقد انه سوف يكون ارحم منك سوف اعرف كيف اجوع وكيف اتحمل الضمأ وكيف امضى خلف السراب ولا اجده .
ثم نظر اليها فى استهزاء لعله كان هناك امر قد تعجب له ومضى حزينا بائسا مكتئبا يجر خطواته جراً كانه يُساق الى مذبحه وماتمه ومثواه الاخير فتوقف قليلا وبكى من سوء حظه وبلاه الذى ابتلى به ونظر للسماء بعينان دامعتان تسيل منهن ولا تتوقف عن ذلك وقال رحماك لهذا البائس ثم مضى فى غير هدى ولا يدرى ماذا سيفعل ولا اين سيمضى وكيف سيكون ظل يجر نفسه جرا من تلك الاثقال التى ترتبة عليه ولا يعرف اين الدروب سيمضى فيها وعلى هذا الحال سمع صوتا يناديه:
انتظرانتظر لقد احييتنى من جديد واخرجتنى من ذلك لقبو بل كان قبراً مظلماً قبراً كان يحتوى كل معانى الانتهاء والانعدام . فدبت الحياة فى نفسى وانقشع كل ذلك الركام الذى كان فوق عاتقى اخرجتنى من تحت الثرى و احييت فىَّ كل امل انقطعت اوتاده لقد دبت الحياة فى جميع عروقى وجسدى فصحوت متاملاً ما فى جوارى باحثا عن تلك الاهوام التى علقت بى من تلك الفترة التى عجزت ان اظل واقفة فيها متصدية لها فوجدت كل شئ جميل راتهُ عيناى قبل ذلك فلا تذهب الى البعيد الذى عشته . بل انتظرنى سنذهب معا للغد للشمس لضوء القمر الساطع ونسبق ذلك الكابوس فى تلك اليالى بائسة ظلماء معتمة سنمضى للشمس للهواء سوف نعدوا سنكتب اسماؤنا على جذوع الشجر سنتحرر ومن ثمَّ سننسي كل الجراح والذكريات الاليمة ستبقى لنا ذكرياتنا سنتمتع بها ونحتضنها فهى تذكرنا بشئ جميل صنعناه بايدينا لم تعد هناك اللامبالاة منى ساحتضن كل كلماتك الرائعة التى كانت لشأنى فإن القسوة لا تنجب الا مثلها اريد ان اغير سير حياتى ومستقرها وان نحيا من جديد اريد الشمس ان تظهرويكون ضياؤها ساطع ويصل الى كل ركن وزاوية قد سيطر عليها الليل والظلام نريد ان نخرج من ما نحن فيه نذهب للورود المتفتحة وذوات الروائح الزكية المعطرة الى الوادى لنرى ذلك البساط الجميل المخضر لقد غير حبك واخلاصك مواقفى ونفسى التى عاشت فى تلك الليالى لقد غيرتنى وغيرت نظرتى للاشياء فاننى لم اكون مثل ما انا عليه الان . ان حبك حطم جميع القيود والافكار البعيدة فى نفسى حتى رايت العالم بشكل مختلف اخر شكل لا يوجد به عتمات والليالى البائسة اننى احببتك كثيرا وكانت كلماتك الرقيقة باهرة صادقة لقد اثرت فى وجدانى فلننظر للحياة ولا نحرم انفسنا منها ومن تطلعاتها هناك اشياء جميلة نحتاجها وتنتظرنا سنتعلم من الطيور والنحل كيف يجمع رحيقة سوف نتعلم اشياء اخرى وسوف تُنسينا تلك المرحلة التى عشناها ان الاشياء التى فى الجوار لو انتبهنا لها سوف تغيرنا ونسعد بذلك التغيير فالتغيير نحتاجة لكل شى فى حياتنا وللافضل سوف نسير وعلى تلك القمم سنكون ولا ولن ننظر للدون اليأس الحزين وانا اثق اننا سوف نكون اسعد ما يكون وبرغم دقات قلبى الغير منتظمة بسبب تلك الاحزان سيعرف قلبى كيف لا يتوقف وتنتظم دقاته بحبك هذا لم ارى مثيله من قبل فانت الصديق والحبيب الذى سينسينى كل احزانى وانا بدورى اكون لك الاخلاص نفسه فلا ندع الاحزن تمضى بنا وتجرنا الى تلك الهاوية ولا نعرف كيف نصعد منها وتخلص من عمقها المتردى اننى احببتك رغم قسوتى
ارجوك انتظر ولا اريد ان اثقل عليك ولا اريد ذلك المشهد يتكرر ولا اريدك ان تعيشه وتعيش الامه من فضلك اسمعنى مثل ما سمعتك وأنصت لكلماتك الحقيقية انتظر وانظر للشمس انها تشرق انظر لذلك الغيم لقد انقشع وهذا الثلج قد ذاب وصار ماء بجداولهِ التى ستسقى كل الاعشاب والورود والاشجار وسوف يخرج كل شى للدفء وللحياة انظر للورد لقد تفتح وملأ المكان بروائحهِ الزكية .اننى احبك ولا استطيع ان استغنى عنك فانت جزء من حياتى لقد تعلق قلبى فيك وكل جوارحى بالله عليك انتظرنى ولا تذهب وارحمنى من هذا العذاب فخذنى معاك اينما تذهب وننسى الماضى اللعين سنعيش بين الورد والطيور سنتعلم منها البراءة والوفاء انتظر قليلا اننى احبك وتعلقت بك فمازال قلبى ينبض الرحمة لا ترحل ابقى وسوف نحيا معا