اراقبها في صمت

بينما كنتُ أجلسُ على قارعة الطريق وأنا منشغل بأمور وهموم الدنيا أبحث بين ثنايا عقلي وقلبي عن مخرج لهذه الحياة التي أعتاشها
سئمت مواقع التواصل الاجتماعي وسئمت نفاق بعض البشر وأنا لست بأفضل حالٍ منهم , سئمت الوجوه والأقنعة الكاذبة, ولا أبرئ نفسي لأن النفس البشرية أمارة بالسوء,
على أية حال وأنا كما كنت على حالي جالسٌ أنظر باتجاه الغرب حيث البحر الذي لا تراه عيني لبعد المسافة ودنو المنحدر رأيتُ سواد يتمختر من بعيد فلم أعيره الاهتمام لكن عيناي أبقت النظر على هذا السواد القادم
رويداً رويداً بدأت تتضح المعالم أكثر وأكثر وما أن ظهر هذا السواد جلياً واضحاً.
فقد أخطات عيناي التقدير لجمال هذا السواد وما هو بسواد , إنها فتاة فتنت قلبي وعقلي وأكلت بعضاً من جوارحي , يا الله ما هذا الجمال ومن هذه الفتاة ومن هذه التي فتنت عقلي وقلبي وروحي ,
أين السواد الذي رأته عيناي من بعيد أين عقلي الذي لم يكن مهتماً بما رأته العينان , أين قلبي الذي كان منشغلاً بهموم وضجر الدنيا.
لا شيئ لا شيئ نعم لا شيئ مما سبق
كل شيئ تغير لمجرد أنني رأيت تلك التي فتنت حياتي قبل أن تبدأ
كأن الدنيا قد أتت تحت قدماي لتقدم لي قرابين الحب والشوق والغزل.
كل هذا وأنا لم أحدثها ولو بكلمة واحدة , جبيني يتصفد عرقاً وقلبي المنطرب حباً وشوقاً باتت دقاته أسرع وأسرع مما أتوقع
عقلي يأخذ بي كالأُرجوحة يميناً وشمالاً كأنه تاه بين تفاصيلها عيونها شعرها يداها بل جسدها الفاتن؟...

لا...!؟ لا...!؟لا...!؟ يا عقلي هل لك أن تعقل قليلاً لاستيعاب ما حدث
استيقظت على نفسي وأنا واقف في مكاني , وقد تحول رأسي من الغرب إلى الشرق أتابع خطاها وأراقبها في صمت رهيب , عقلي وقلبي وجوارحي تحث جسدي على السير خلفها ومحادثتها بل يحثوا جسدي على عناقها دون أن أتحدث إليها بكلمة واحدة , أن ألقي لها ورقة مكتوب فيها باللون الوردي الأحمر أحبكِ قاتلتي , أحبك يا من أخذتِ عقلي وقلبي وكل جوارحي
بينما كانت كل أعضائي في صراع شديد مع جسدي المتصلب والمتحجر في مكانه ,
استيقظ عقلي على ضربة أحدهم لكتفي قائلا لي في خجل إنها الدنيا يا عزيزي إما أن تسحبك إلى حضنها وإما أن تسحبها معك إلى حيث تريد

هلا وغلا اخي العراب
اراقبها في صمت Images?q=tbn:ANd9GcQXgaageQyYIhKkyg-NBng0EREYmVoVePXtWbt46x_GELDZ5yEVoQ

دمت بكل الود