عشر ذي الحجة
إدراك عشر ذي الحجة نعمة عظيمة ، يقدِّرها حق قدرها الصالحون ، وواجب المسلم استشعار هذه النعمة ، واغتنام هذه الفرصة بمزيد عناية ومجاهدة على الطاعة .
« ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» حديث حسن
الذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة ؛ لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه ، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ولا يتأتى ذلك في غيره .
[ فتح الباري لـ ابن حجر ٢ / ٤٦٠ ]
أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان ، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة .
[ مجموع فتاوى ابن تيمية ٢٥ / ٢٨٧ ]
يقول ابن عثيمين : صوم عشر ذي الحجة من الأمور المرغوب فيها ، فإذا صام الإنسان فيها كان عمله كما قال النبي عليه الصلاة والسلام من أفضل الأعمال .
[ فتاوى نور على الدرب ١١ / ٢ ]
قال ابن تيمية رحمه الله : المعاصي في الأيام المفضلة والأمكنة المفضلة تغلظ ، وعقابها بقدر فضيلة الزمان والمكان .
[ مجموع الفتاوى ٣٤ / ١٨٠ ]
وقال ابن رجب : احذروا المعاصي ؛ فإنها تحرم المغفرة في مواسم الرحمة .
[ لطائف المعرف صـ ٢٧٢ ]
أما التكبير في هذه العشر فمشروع من أول الشهر إلى نهاية اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة ، ذكر البخاري في صحيحه تعليقًا عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما « أنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر فيكبِّران ويكبِّر الناس بتكبيرهما » .
يتأكد صوم يوم عرفة ، لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال عن صوم يوم عرفة : « أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده » رواه مسلم
يقول ابن عثيمين : وعلى هذا فإني أحث إخواني المسلمين على اغتنام هذه الفرصة العظيمة ، وأن يكثروا في عشر ذي الحجة من الأعمال الصالحة ؛ كقراءة القرآن ، والذكر بأنواعه من تكبير وتهليل وتحميد وتسبيح ، والصدقة ، والصيام ، وكل الأعمال الصالحة اجتهد فيها .