كلما همت نفسك بالتوبة . . وفاض قلبك شوقاً لنسمات المغفرة . . كلما سارع الشيطان بإظلام الشاشة أمام عينيك !! بذكرى الذنوب المؤلمة . . وجعلها كالجبال فوق رأسك!! سعياً منه للحيلولة بينك وبين التوبة الصادقة !!
أليس كذلك؟ من المؤكد أن إجابتك ستكون ( بلى )!! ولكن هل تعلم أن الحل بين يديك الآن؟!! بل وفي منتهى السهولة !!! تعال أثبت لك ذلك . . فأنت من داخلك تريد التوبة . . ولكنك عاجز!! أتدري لماذا؟ لأن الشيطان دائماً يلقي في روعك روح اليأس من نفسك !! مذكراً إياك أنك حاولت مراراً ولكنك لم تفلح!! وبالتالي يجعلك تقنط من رحمة الله!! إذا فما الحل معه هذا اللعين؟!!
تعال لتعرف الله تعالى يقول : "والله يريد أن يتوب عليكم" إذا فالذي يفتح لك باب الرحمة للدخول فيه هو الله سبحانه الذي يعلم كل ذنوبك وما اقترفت يداك، ومحاولاتك المتكررة للتوبة، وعجزك وضعفك!! كل هذا يعلمه الله . . هل في ذلك شك؟
بالطبع لا . . إذا احفظ هذه المعلومة في عقلك وقلبك وتعال معي للخطوة الثانية . . "ويريد الشيطان أن يضلكم ضلالاً بعيداً" انظر . . هذا هو الذي يريد إضلالك!! فهو لا يتحاور معك مواسياً أو مشفقاً . . وإنما مقنطاً وميئساً من رحمة الله؛ لتبتعد عن طريق النجاة والعودة إلى الله!! وليس له إداة يتسخدمها في سبيل تحقيق خططه الخبيثة سوى أداة واحدة. . أتدري ما هي؟ إنها الذنوب التي أوقعك فيه !! نعم . . هو الذي أوقعك فيها صدقني أنت لم تعملها مستبشراً فرحاً . . ولكنك وقعت فيها عاجزاً ضعيفاً أمام نفسك . . و ذلك الخبيث كان وراء كل ذلك!!
والله يقبل التوبة عن عباده . . هو قال ذلك سبحانه ويجب أن تصدقه . . بل فرضٌ عليك أن تصدقه!! بل وقال : "ويعفو عن السيئات!! "
هل تدري ما معنى العفو؟ أنه المحو أي أن الله محا بفضله تماماَ هذه الذنوب من صحيفتك .
نعم !! هكذا يجب أن تكون على يقين من ذلك . . أملاً ورجاءً في رحمة الله . . فالله يقول في الحديث القدسي أنا عند ظن عبدي بي!! فاجعل هذا هو ظنك بربك وإياك أن تظن غير ذلك . . ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم؟! إذا فالعفو هو المحو . ومعنى المحو . . الإزالة التامة!! إذاً فهذه الذنوب . . لم تبق في صحيفتك!! أي أنها الآن ليست في صحيفتك بإذن الله!! فلماذا تسمح للشيطان أن يستخدمها كسلاح ضدك؟!
والحل إذا جاءك الشيطان محاولاً تقنيطك من رحمة الله باستخدام هذه الذنوب، فاستغفله!! نعم . . استغفله وقل له عن أي ذنب تتحدث؟ فلقد محوتها بندمي وكلي يقين أن الله قد محاها بعفوه . . بل الحسرة عليك أنت أيها اللعين يا من حسم مصيره إلى جهنم!! إن مجرد شعورك بأنك تصفح الصفح الجميل مع الله سيفتح أمامك باباً فسيحاً للرؤيا لا تتخيل مداه!! حيث سترى عالم واسع من الخيرات وتوفق بإذن الله إليها . . وتستوحش نفسك من المنكرات بل وستنهى عنها!! لأن نفسك قد طهرت بالتوبة . . والطاهر لا يقبل الخَبَثَ أبداً!! فهيا نصفح مع الله الصفح الجميل . . هيا لنبدأ صفحة جديدة بيضاء . . هيا لنتخير ما نضعه فيها من فعل الخيرات وترك المنكرات . . هيا لبر الوالدين هيا لصلة الأرحام هيا للصلاة في جماعة وللأخوة الصداقة في رحاب بيت الله هيا لمساعدة الفقراء والمحتاجين هيا للمشي في حاجة إخواننا هيا للذكر وقيام الليل وقراءة القرآن هيا للإصلاح بين الناس وحب الخير لهم
وأنت (أخي / أختي) يا من تريد التوبة النصوح ولكنك لا زلت متردداً هيا الآن فالأبواب مفتحة لك على مصراعيها!! هيا . . لتعود إلى الله وتدخل هذا العالم الرحب الجميل من الخيرات نعم يمكنك ذلك
بـــــ .. الندم العزم على عدم الرجوع الى الذنب الاقلاع عما أنت عليه الآن من المعاصي وإذا كان بقي عليك شيء من حقوق العباد فاعزم العزم الأكيد على رد الحقوق لأهلها وكن على يقين أن الله سيفرح بتويتك فهو سبحانه يعلم بضعفنا ويمد لنا يد العون ليأخذ بأيدينا إليه فلا يضيعن عليكم الشيطان هذه الفرصة (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً، إنه هو الغفور الرحيم)
وبمجرد توبتك (أخي / أختي) في الله فأغلق الباب تماماً على ما كان من الذنوب ولا تتذكرها فلقد محاها الله برحمته ولا تنس أبداً نصيحتي