في غزة ..وفي غزة فقط يحدث ان تلتقي الدنيا والآخرة عند نقطة واحدة ،في نفس الطريق يجمع القدر بين رجلين سار أحدهما إلى الحياة فاتحا ذراعيه يحمل في قلبه فرحة العمر وآمالا نحو مستقبل أفضل ،ورجل سار إلى الآخرة يحمل في كفنه فرحة الشهادة بعدما تبخرت آمال العمر بين رائحة الدم والبارود ..
في غزة فقط يلتقي الموت والحياة في نفس الموعد،ويقفان على نفس المسافة..
الموت لايقف عائقا أمام الحياة ،والحياة عند الغزيين لها فصول أخرى ،ليس الموت آخرها..
في غزة تستمر الحياة رغم الموت الذي تقذفه طائرات الحقد والغدر في أي مكان وفي أي وقت ،ورغم الحزن الذي تلقي به في قلوب الغزيين في أي بيت وأي شارع وفي أي طريق..
في غزة اليوم زفة عريس سارت جنبا إلى جنب إلى جانب زفة الشهيدين حسام الحسومي ومحمد الفصيح..ثلاثة من أبناء الوطن التقوا في نفس الطريق وسار كل منهم إلى طريقه الذي يعرفه جيدا..كل منهم له احتفاله الخاص،لكن غزة رغم الحزن ستبدل أثوابها وتحتفل بأبنائها الثلاثة فكل منهم عريس لهذا الوطن سيزف بموعد..