كيف تتعامل مع الشخص الوقح
تضطرنا الحياة إلى الالتقاء بأنواعٍ متعددة من البشر،
وفي بعض الأحيان تجبرك حياتك على الاحتكاك بهم،
وربما في أحيانٍ أخرى بشكل دائم متواصل،
لابد وأن تكون لنا خبــرةٌ نخرج منها أخيراً
بعد كل هذه الاحتكاكات بأصناف متنوعةٍ من البـشر،
أصعب تلك الأصناف -- الشخصيةُ الوقحة السفيهه
شخص لا يـــرده عن الإســاءة دين، ولا أدب، ولا تربـــــــــية، ولا عـقل
يجدُ المتعة في تعذيب النـــاس،
الاستهزاء بهم،
تحطيمهم،
قلب حياتهم إلى جحيم،
وحين تقلب صفحات السابق من الأيــام لتبحث عن سبب هذا العداء،
لا تجدُ شيئاً يمتُ بصلة لك مع هذه الشخصية،
بل ربما لأول مرة تحتك بــه،
فتوقن أن تلك هي شخصيته،
هكذا يجدُ المعتة،
ويشعر بالنشوة والانتصار،
وكأنه يـــــستمد الطاقة من إشعـــار الآخرين بالضعف،
سليط اللسان،
معدوم الأخلاق، عنيف التصرفات، سفيه العـقل، كثير الجدل،
يفعلُ ما يحلو له، ويظن القوة تكمن في ذلك،
ومــا أصعب أن تجتمع السفاهة والجرأة في شخصٍ واحد!
ولربما تصادفهم كل يوم،
وهؤلاءيتمثلون بأبيــــات الشافعي رحمه الله:
يخاطبني السفيه بكل قبحٍ فأكره أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهة فأزيــد حلماً كعود زاده الإحراق طيباً
ويقــــول أيضاً:
قالوا سكتَ وقد خوصمت قلت لهم، إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمتُ عن جاهل أو أحمق شرف،
وفيه أيضًا لصون النفس إصلاح
أما ترى الأسود تخشى وهي صامتةٌ،
والكلب يخسى لعمري وهو نباح
ويقول عدد من الحكــــماء أبياتاً رائعة في نفس المضمار،
منهم من قال:
أعرض عن الجاهل السفيه،،
فكل ما قاله فهـو فيه
فلا يضر نهر الفرات يوماً،،
إذا خاض بعض الكلاب فيه
*لو كل كلب عوى ألقمته حجراً،
لصار الصخر مثقالاً بدينار
ولقد أمر على اللئيم يسبني،،
فمضيت ثـمة قلت لا يعنيني
وأجمــلها على الإطلاق، هذه:
ومنزلة السفيه من الفقيه،، كمنزلة الفقيه من السفيه
فهذا عالم في علم هذا،،
وهذا فيه أعلم منه فيه
إذا غلب الشقاء على سفيه،، تنطع في مخالفة الفقيه
وأنت عزيزي القارئ،
عندما يتعرض لك بعض السفهاء المتميزين بشخصيات متسلطة وقحة،
كيف يكون ردك؟
أتصمت؟
أم ترد بالمثل لتُصْمـتَهم؟
وهناك صغية أخرى لنفس السؤال،
عن نفسي جعلتــــني ألتزم الصمت،
أستُعَلمُهم الأدب وتصمت،
أم تتعلم منهم قلة الأدب وتــرد بالمثل؟
وانظروا هنا لفقيهٍ من أعلم الفقهاء،
يخبر بصعوبة غلب السفيه بالنسبة له،
"لو أني جادلت ألف عالم لغلبتهم،
ولو أني جادلت جاهلاً واحداً لغلبني."
إنــه الإمــام الشافعي رحمه الله!