اللهم بلغنا رمضان...اللهم بلغنا رمضان اللهم بلغنا رمضان...
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد : أخواتي في الله بمانسبة حلول شهر الطاعات والخير شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار،شهر الرحمة والمغفرة شهر التآخي والتجهد شهر الخير والبركة شهر رمضان المبارك، سائلين من الله سبحانه وتعالى أن يبلغنا وإياكم في أوفر صحة وأتم حال، وأن يتقبّل منّا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعلنا من يصومه ويقومه احتساباً ليغفر له ما تقدم من ذنبه. وبهذه المناسبة الكريمة فإن مجموعة الفراشات أتت لكم برحيق هذه الحلاوة من المواد الشرعية المتعلقة بشهر رمضان المبارك، تشتمل على نبذة من الأحكام المختصة بالشهر وما يحتاج إليه الصائم والقائم من فقه تلك العبادات، إضافة إلى العديد من المواعظ والآداب الشرعية. نسأل الله عز وجل أن يفقهنا وإياكم في دينه، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أصل كلمة رمضان
اختلف في اشتقاق كلمة رمضان فقيل: إنه من الرمض وهو شدة الحر فيقال: يَرْمَضُ رَمَضاً: اشتدَّ حَرُّه. وأَرْمَضَ الحَرُّ القومَ: اشتدّ عليهم قال ابن دريد: لما نقلوا أَسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأَزمنة التي هي فيها فوافَقَ رمضانُ أَيامَ رَمَضِ الحرّ وشدّته فسمّي به. الفَرّاء: يقال هذا شهر رمضان، وهما شهرا ربيع، ولا يذكر الشهر مع سائر أَسماء الشهور الهجرية. يقال: هذا شعبانُ قد أَقبل. وشهر رمضانَ مأْخوذ من رَمِضَ الصائم يَرْمَضُ إذا حَرّ جوْفُه من شدّة العطش، قال الله عز وجل في القرآن الكريم: ((شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن)).
شهر رمضان هو الشهر التاسع في التقويم الهجري. وهذا الشهر شهر مميز عند المسلمين عن باقي شهور السنة الهجرية. فهو شهر الصوم، يمتنع في أيامه المسلمون عن الشراب والطعام والجماع من الفجر وحتى غروب الشمس. كما أن لشهر رمضان مكانة خاصة في تراث وتاريخ المسلمين ؛ لأنهم يؤمنون أن بدأ الوحي وأول ما نزل من القرآن على النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كان في ليلة القدر من هذا الشهر في عام 610 م،حيث كان رسول الله في غار حراء عندما جاء إليه الملك جبريل، وقال له "اقرأ باسم ربك الذي خلق" وكانت هذه هي الآية الأولى التي نزلت من القرآن، والقرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر جملة واحدة، فوضع في بيت العزة في سماء الدنيا في رمضان، ثم كان جبريل ينزل به مجزئا في الأوامر والنواهي والأسباب، وذلك في ثلاث وعشرين سنة.
KEEM الإدارة الإشرافية
عدد المساهمات : 207773 تاريخ التسجيل : 10/09/2013
موضوع: رد: الطريق الى الجنة الأربعاء 25 يونيو - 22:12
خصائص شهر رمضان
أن الله تبارك وتعالى أنزل فيه القرآن، قال تعالى:" شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البخاري]. "[البقرة:185]، وهو دستور هذه الأمة، وهو الكتاب المبين، والصراط المستقيم، فيه وعد ووعيد وتخويف وتهديد، وهو الهدى لمن تمسك به واعتصم، وهو النور المبين، نور لمن عمل به، لمن أحل حلاله، وحرم حرامه، وهو الفاصل بين الحق والباطل، وهو الجد ليس بالهزل، فعلينا جميعاً معشر المسلمين العناية بكتاب الله تعالى قراءةً، وحفظاً، وتفسيراً، وتدبراً، وعملاً وتطبيقاً.
تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد مردة الشياطين وعصاتهم، فلا يصلون ولا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه من قبل، قال : { إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين }، وفي رواية: { إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة
تضاعف فيه الحسنات.
أن من فطر فيه صائماً فله مثل أجر الصائم من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً، قال : { من فطر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء } [حسن صحيح رواه الترمذي وغيره].
أن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وهي الليلة المباركة التي يكتب الله تعالى فيها ما سيكون خلال السنة، فمن حرم أجرها فقد حرم خيراً كثير، قال : { فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم } [أحمد والنسائي وهو صحيح]. ومن قامها إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، قال : { من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه } [متفق عليه]، وقال : { من قامها إبتغاءها، ثم وقعت له، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر } [أحمد]. فياله من عمل قليل وأجره كثير وعظيم عند من بيده خزائن السموات والأرض، فلله الحمد والمنة.
وقعت فيه غزوة بدر الكبرى، وهي الغزوة التي تنزلت فيها الملائكة للقتال مع المؤمنين، فكان النصر المبين، حليف المؤمنين، واندحر بذلك المشركين، فلا إله إلا الله ذو القوة المتين.
كان فيه فتح مكة شرفها الله تعالى، وهو الفتح الذي منه إنبثق نور الإسلام شرقاً وغرباً، ونصر الله رسوله حيث دخل الناس في دين الله أفواجا، وقضى رسول الله على الوثنية والشرك الكائن في مكة المكرمة فأصبحت دار إسلام، وتمت بعده الفتوحات الإسلامية في كل مكان.
أن العمرة فيه تعدل حجة مع النبي ، ففي الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام: { عمرة في رمضان تعدل حجة } أو قال { حجة معي }. 4].
فيه أكلة السحور التي هي ميزة صيامنا عن صيام الأمم السابقة، وفيها خير عظيم كما أخبر بذلك المصطفى حيث قال: { فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر } [مسلم]، وقال عليه الصلاة والسلام: { تسحروا فإن في السحور بركة
أنه سبب من أسباب تكفير الذنوب والخطايا، قال : { الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر } [مسلم].
أن فيه صلاة التراويح، حيث يجتمع لها المسلمون رجالاً ونساءً في بيوت الله تعالى لأداء هذه الصلاة، ولا يجتمعون في غير شهر رمضان لأدائها.
أن الأعمال فيه تضاعف عن غيره، فلما سئل أي الصدقة أفضل قال: { صدقة في رمضان } [الترمذي والبيهقي].
أن الناس أجود ما يكونون في رمضان، وهذا واقع ملموس لنجده الآن، ففي الصحيحين عن بن عباس رضي الله عنهما قال: { كان النبي أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان.. }.
أنه ركن من أركان الاسلام، ولا يتم إسلام المرء إلا به، فمن جحد وجوبه فهو كافر، قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "[البقرة:183]، وقال : { بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام } [متفق عليه].
كثرة الخير وأهل الخير، واقبال الناس على المساجد جماعات وفرادى، مما لا نجده في غير هذا الشهر العظيم المبارك، وياله من أسف وحسرة وندامة أن نجد الإقبال الشديد على بيوت الله تعالى في رمضان أما في غير رمضان فإلى الله المشتكى. فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان. فشهر هذه خصائصه وهذه هباته وعطاياه، ينبغي علينا معاشر المسلمين إستغلال فرصه وإستثمار أوقاته فيما يعود علينا بالنفع العميم من الرب العليم الحليم، فلا بد لنا من واجبات نحو هذا الشهر.
واجباتنا في شهر رمضان
أن ندرك أن الله أراد أن يمتحن إيماننا به سبحانه، ليعلم الصادق في الصيام من غير الصادق، فالله هو المطلع على ما تكنه الضمائر.
أن نصومه بنية فإنه لا أجر لمن صامه بلا نية.
أن لا نقطع يومنا الطويل في النوم.
أن نكثر فيه من قراءة القرآن الكريم.
أن نجدد التوبة مع الخالق سبحانه وتعالى.
أن لا نعمر لياليه بالسهر والسمر الذي لا فائدة منه.
أن نكثر فيه من الدعاء والإستغفار والتضرع إلى الله سبحانه.
أن نحافظ على الصلوات الخمس جماعة في بيوت الله تعالى.
أن تصوم وتمسك جميع الجوارح عما حرم الله عز وجل.
KEEM الإدارة الإشرافية
عدد المساهمات : 207773 تاريخ التسجيل : 10/09/2013
موضوع: رد: الطريق الى الجنة الأربعاء 25 يونيو - 22:12
اداب الصيام
آداب الصوم ومستحباته
1) الاستعداد له بتقديم التوبة عما فات من المعاصي، والاقلاع عن الذنوب وارتكاب المحارم . 2) التوكل على الله سبحانه وتعالى في السر والعلانية بينة صادقة . 3) استعمال الجوارح في العبادات والطاعات، وكفها عن المعاصي والأذى، وهو أهمها . 4) استحباب تلاوة القرآن الكريم . 5) استحباب الإكثار من الدهاء والإستغفار وأفعال البر . 6) استحباب الإجتهاد في العبادة والتفرغ لذلك، كالإكثار من الصلاة الخاصة بالشهر المبارك، والنوافل وغير ذلك . 7) استحباب القيلولة للصائم، وهو النوم في الظهيرة، وهي أيضاً الإستراحة في الظهيرة وإن لم يكن معها نوم . استحباب الإسراع في تخليص الذمة من سائر الحقوق، كرد الأمانات والقروض، وخاصة حقوق الناس، وحقوق الله U ، ومن أهمها أداء الخمس لمن وجب عليه، لأن الصلاة في ثوب متعلق فيه الخمس باطلة، وكذا الصلاة في ببيت متعلق فيه الخمس، وغير ذلك باتفاق جميع الفقهاء والمجتهدين . 9) استحباب الصبر على شتم من يشتمه . 10) استحباب كتمان الصوم، خاصة المندوب . 11) استحباب كثرة التصدق . 12) استحباب السحور في شهر رمضان، فقد روي في الحديث الشريف "تسحروا ولو بجرع الماء، ألا صلوات الله على المتسحرين"، " السحور بركة، قلا تدع أمتي السحور ولو على حشفة تمر(4) " . 13) يستحب فيه زيادة على غيره من الذكر، قراءة " إنا أنزلناه "، فقد روي أنه " ما من مؤمن صام وقرأ إنا أنزلناه عند سحوره وعند إفطاره، إلا كان فيما بينهما كالمتشحط بدمه في سبيل الله "، ويقصد به استحبابه عند الله تعالى، والتقوي على البعادات طول النهار .
KEEM الإدارة الإشرافية
عدد المساهمات : 207773 تاريخ التسجيل : 10/09/2013
موضوع: رد: الطريق الى الجنة الأربعاء 25 يونيو - 22:13
مكروهات الصوم
1) شم الرياحين_خصوصاً النرجس_وهو كل نبت طيب الرائحة، ومنه العود والمسك، وليس المقصود شم العطورات الحديثة التي تخرج على شكل بخاخ لأنه قد يدخل تحت المحرمات، فربما يدخل في الغبار وشبه الغبار، وربما يدخل في الدخان وشبيه، وكذلك البخار، فعلى الإنسان المكلف الاحتراز منه والاجتناب عنه . 2) قلع الضرس، بل مطلق إدماء الفم . 3) إخراج الدم المضعف، كالحجامة وهي إخراج الدم للتداوي والعلاج . 4) دخول الحمام_للاستحمام نهاراً_إذا خشي منه الضعف . 5) مباشرة النساء_المحارم_لمساً وتقبيلاً وملاعبة، ومص لسان الزوجة_ بشرط أن لا يكون عليه ريق كثير، وكذلك أن لا يكون ذلك موجبا لتهييج الشهوة و إلا حرم ذلك_أو غيرها من المحارم، خصوصاً لمن تتحرك شهوته، بذلك بشرط أن لا يقصد بذلك الإنزال، ولا كان من عادته، وإلا حرم ذلك في الصوم المعين_كشهر رمضان_وبطل صومه . 6) إنشاد الشعر، إلاّ ما يختص بأهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام . 7) الجدال والمسارعة في الحلف، والمراء وهو الحلف كقول والله، وبلى والله، ولا والله، و تالله، وأمثال ذلك . إذا كان صادقاً، وإن كان كاذباً فيحرم الحلف ويبطل صومه وعليه كفـارة يمين وأخرى الكفارة الكبرى . السواك بالعود الرطب، والمضمضة عبثاً إلا للوضـوء . 9) المبالغة في المضمضة والاستنشاق، وابتلاع الريق بعد المضمضة، حتى يبصق ثلاث مرات . 10) الاكتحال بما يصل طعمه ورائحته إلى الحلق كالصبر والمسـك . 11) السعوط ويسمى النشوق، وهو كل دواء ويستنشق، مع عدم العلم بوصوله إلى الحلق . 12) بـلّ الثوب على الجسد، والحقنة بالجامد ( كالتحاميل الشرجية ) . 13) جلوس المرأة في الماء . 14) التملي من الطعام والشراب للمسوّغ له الإفطار في شهر رمضان . 15) الجمـاع في النهار للمسوّغ له . 16) السفر في شهر رمضان اختياراً، للفرار من الصيام، إلا في حج أو عمرة أو مال معتنى به يُخاف تلفه، أو لأجل نجاة نفس محترمة يُخاف هلاكها، أو بعد مضي ثلاث وعشرين ليلة من شهر رمضان المبارك . 17) مضغ العلك الأصلي، وإدخال أي شيء آخر في الفم لا لغرض صحيـح . 18) النوم نهارا للمُحتلـم فيه_النهار_قبل أن يغتسل منه . 19) الرفـث في الصوم، وهو التكلم بما يستقبح التصريح به . 20) كراهـة الامتناع عن المفطرات . 21) قول رمضان من دون إضافة شهر، فقد روي في الجعفريات عن أمير المؤمنين (ع) قال : لا تقولوا رمضان، فإنكم لا تدرون ما رمضان ؟ فمن قاله فليتصدق وليصم كفارة لقوله، ولكن قولوا كما قال الله شهر رمضان(1).