السلام عليكم
هناك العديد من الأساليب التي يستخدمها الأباء، وتختلف من أب لآخر، فهناك الآباء المتساهلين جدا، ولا يأخذ الطفل منهم أي توجيه، وهناك أيضا الآباء الذين يقهرون أبناءهم، ويسميهم علماء النفس "الآباء السلطويون" وهذا النم يمكن أن يكون له تأثير سلبي على المدى الطويل في العلاقة بينهم وبين الأبناء.
ويعرض الدكتور روبرت مايرز الأستاذ المساعد في الطب النفسي والسلوك البشري في جامعة كاليفورنيا، والمتخصص في اضطرابات النمو السلوكية والعاطفية لدى الأطفال والمراهقين، كيفية تأثير الأب المتسلط في مراهقة ابنه، وكيف تتأثر العلاقة بينهما.
وحدد مايرز خصائص الأب المتسلط في 8 نقاط:
- كان لديه قواعد صارمة للغاية، يجب أن يتبعها الأبناء كأوامر، ولا داعي لطرح الأسئلة.
- إذا لم يتلق الأبناء الرعاية والمودة البدنية مثل العناق، والقبلات بشكل دوري.
- ينظر الأب المتسلط إلى نفسه بأنه قوي الإرادة.
- يكون مصمما على السيطرة على حياة الأبناء.
- لا يأخذ بعض الوقت لإعطاء خيارات للأبناء، فبدلا من ذلك، يقول لهم ما الذي يجب عليهم القيام به، وإذا لم يفعلوا ذلك، لا يتقبل العواقب الطبيعية ولكن يتجه إلى معاقبة الأبناء.
- لديه توقعات عالية، وإذا لم تتحقق هذه التوقعات فإن الأبناء يعرفون بأنهم وقعوا في ورطة.
- الآباء المتسلطون قد يشعرون كما لو أنهم موجودون لحماية أطفالهم. ومع ذلك فإن الحقيقة هي أنهم موجودين للحد من استكشاف الأبناء ويعانون من عالمهم.
- الآباء المتسلطون غالبا ما يجعلون أطفالهم يشعرون بالخوف، بدلا من الشعور بالأمان والثقة بأن لديهم أب لرعايتهم، ولكن يشعر الطفل بأن والده يشكل تهديدا له.
تداعيات طويلة الأجل
ويري مايرز أن هناك العديد من النتائج غير السعيدة على المدى الطويل على أبناء الآباء المتسلطون، فمن البداية يكون الابن في مرحلة الطفولة المبكرة غير قادر على استكشاف عالمه، ولا يثق بنفسه، ويتأثر احترامه لذاته بشكل سلبي، ويكون من الصعب على الأطفال التعافي حتى إذا كان لديهم علاقات صحية في وقت لاحق.
ويتعلم الأطفال أيضا من الأب المتسلط عدم الثقة، بدلا من أن يشعروا بأنهم يمكن أن يتم الاعتماد عليهم، ويتجنبون الأب ويخافون منه.
وعلاقة الأم بالطفل مسألة مهمة، ولكن عندما يتجنب الطفل أحد الوالدين قد يكون من الصعب إصلاح هذا الأمر خاصة عند المراهقين، ويمكن أن تكون النتائج مأساوية.
ليس هناك جانب إيجابي لكون أحد الآباء متسلط، وإذا كنت تتصف بأي من هذه العلامات، عليك باتخاذ خطوة إلى الوراء، حتى يمكنك توجيه وحماية طفلك جيدا دون أن تكون ديكتاتورا.