هـــل مــن معتبــــر ؟
ضاعت السفينة ... والربان!
عندما علمت ان ايامها في الدنيا باتت معدودة بسبب الورم الخبيث الذي اخذ يفتك بجسدها, ارادت ان تطمئن على ابنتها الوحيدة, فزوجتها لقريب لها توسمت فيه الخير, وابنتها لم تبلغ بعد السادسة عشرة.
وهكذا ودعت الدنيا بعد ان سلمت ابنتها لمن يرعاها ويحفظها خمس سنين كان عمر ذلك الزواج الذي اثمر عن طفلتين بريئتين فوجئ الجميع بعدها بحدوث انفصال لم يكن عاديا " فقد صارح الزوج زوجته بأنه لم يعد يريدها, ولكنه طلب منها ان تخالعه هي , لا ان يطلقها هو !!
فوجئت بما سمعته, وفي غمرة ذهولها استجابت لطلبه وخالعته, ولكنها بعد ان افاقت لنفسها وجدت انها اصبحت مطلقة وهي لم تزل في العشرين من عمرها وانها خسرت طفلتيها ~ حيث اشترط والدهما ان تبقيا معه ~ وانها لم تنل من مهرها فلسا واحدا .
دارت بها الدنيا فهي لم تكن تتوقع ما حدث , صحيح ان حياتهما لم تكن تخلو من المشاكل , ولكنها لم تكن تعتقد ان تلك المشاكل سوف تؤدي الى ما حصل .
كانت تتساءل في نفسها وتسائل من حولها: هل أستحق هذه العقوبة مهما كنت مخطئة مع زوجي ؟
هل فعلا ان مشاكلنا لم يعد لها حل وانها وصلت الى هذا الطريق المسدود ؟
هل حقا ان زوجي~ الذي يفترض به ان يكون راعيا~ قد استنفد كل وسائل المعالجة قبل الاقدام على ذلك وانا التي دخلت في عهدته ورعايته وانا في سن صغيرة يستطيع فيها ان يكيفني كيف يشاء ؟
هل كان خاليا من الاخطاء وانا المليئة بالاخطاء والازلات ؟
ام ان الامور ليست كذلك بل ان بعض الرجال لم يفهموا دورهم في الرعاية وادارة اسرهم فيختارون الانسحاب من الحياة الزوجية التي تحتاج الى تقويم وتنظيم ليبدؤوا حياة اخرى ينشدون فيها الامن والراحة؟
صرخت بحرقة وألم : اعلم انه لن يسعد في حياته الجديدة ابدا : فالريان السيء الذي لم يستطع ادارة دفة القيادة في سفينة ما , لن يستطيع ذلك في اي سفينة اخرى.