في يوم من أيام العطلة الصيفية
خرج "مداني" الشاب القويّ البنية ،
خفيف الظل ، صاحب الروح المرحة،
من منزله كالعادة ، متجها نحو
الحقول الواسعة في مدينته ،
حاملا المنجل ، جارًّا للعربة ،
ليقتلع الكثير من العشب و يأخذه
للنعاج في زريبة المنزل ،
كانت الكثير من الفتيات تخافه ،
الصغيرات و الراشدات ،
دائما كان يلمحهن تتسارعن لتغيير
الطريق الى الجانب الآخر للإبتعاد عنه ،
كذلك يفعل بعض الأطفال البريئين ،
تحت تحذيرِ من أباءهم ...
______
وصل أخيرا إلى المكان المطلوب ،
وجد بضعة فتيان من الابتدائية او
المتوسطة كأقصى تقدير ،
وجدهم في المكان يلعبون ،
لم يأبه لهم ، حمل منجله وشرع في عمله ،
إلى أن اقترب منه الفتية يضاييقونه ،
يستهزئون به و منه ، وأخذوا حذائه
يمرّرونه بينهم ، قصد ازعاجه ،
حتى حدث أن علق ذلك الحذاء على
عمود الكهرباء ، و الفتية يقهقهون ،
ماكان من " مداني " إلاّ أن يتسلّق عمود
الكهرباء ذاك ليستعيد حذاءه ،،،،
وحدث مالم يكن في الحسبان ....
_______
استفاق " مداني " الشاب النشيط
على سرير في المشفى ، بعد صعقة
كهربائية أدخلته في غيبوبة لأسابيع ،
وسببت له من الحرائق ماأوجب
بتر يديه الاتنثين ،
_______
عاد الشاب إلى حييه ، إلى حياته السابقة ،
عاد مرحا نشيطا ، يوزّع الابتسامات على الجميع،
لكن لم يعد له يدان يشغل بهما وقته ،في العمل و جمع العشب ، لم يعد له يدان يخرج بهما من الهدوء الرهيب ،
و الصمت المريب اللذان يسودان عالمه ،
فقد ذهب ماكان يعوّض به صممه و بُكمه ،
ذهب و أخذه لهوُ الأطفال .