|
رقّ الفؤادُ وطرْفي في الدجى دمَعا |
لمّا رأيتُ جمالَ البدر قد لمَعا
|
تشتاق روحي إلى من لا يفارقها |
ليلاً نهاراً على مرّ السنين معا
|
في الروح مني في الأوصال ملء دمي |
لو أنَّت النفس في أعماقها سمعا
|
ترى جبيني به كالبدر مرتفعاً |
وإن تجلت له آلاؤه ركعا
|
طوبى لنفسي إذا أمّت مواردَها |
تحس بالنور من أعماقها نبعا
|
نورٌ كما نورِ مصباحٍ بمشكاةٍ |
والكون قبة ماسٍ جلَّ من صنعا
|
فالزيت فيه بلا نارٍ يشع سناً |
والنور منه يعم الكون ما شسعا
|
كرسيه وسع الأكوان ما اتسعت |
والعرش لجة نور ٍ حسنه سطعا
|
أسائل الفجرَ من أعطاه ثوب سناً |
وأسأل الطير من أعلاه ما ارتفعا
|
وأسأل النجم من زان السماء به |
وأسدلَ الليل أستاراً لمن هجعا
|
وأسأل الأرض من مدّ البحار بها |
وأسأل الصخر كم من مائها ابتلعا
|
وأسأل الطفل من أوحى لفطرته |
إذا أحس بجوعٍ في الحشا رضعا
|
فيخفق الكون إجلالاً لخالقه |
كقلب معتكفٍ في ليله خشعا
|
في وحشة العمر والأيامُ ذات جفاً |
أرنو إليه فأسلو الهم والوجعا
|
يا مالك النفس لولا أنت عاصمها |
لطار قلبي ومن بين الحشا نُزعا
|
فيهدأ القلب والدنيا تصير كما |
مرْجٍ وراعٍ يبث اللحن حيث رعى
|
يعطي ونجحد يا للنفس كم ظلمت |
يهدي فنعتنق الأوهام والبدعا
|
فيا عيون أيا صبي دماً ندماً |
خطاءةٌ هي نفس المرء منذ وعى
|
تشتاق نفسي إلى عفوٍ يمُن به |
إذا الحبيب بيوم الملتقى شفعا. === نبيلة الخطيب |