فتحت عيناها و تطلعت إلى ما حولهاولكن وجدت نفسها في مكان غريب موحش مرعب
أين ذهبت غرفتها الجميلة الدافئة التي تشاركها إياها أختها الصغرى
نظرت إلى السماء وجدت الوقت يميل إلى الغروب
فزعت ودهشت أنامت كل ذلك الوقت تذكر أنها نامت بعد صلاة العشاء بقليل
تساءلت لماذا لم تيقظها أمها ككل يوم أو حتى ضجيج أشقائها الصغار
و أين ذهبوا
نهضت من مكانها و أخذت تسير ولا تعلم وجهتها حتى
كلما تقدمت وجدت أشبه مايكون بحائط يسد طريقها
فتعاود الرجوع والبحث عن طريق آخر
لعلها تجد ضالتها ألا وهو منزلها
استمرت على ذلك النحو ساعات طويلة
حتى أُرهقت ولم تعد لديها القدرة على الاستمرار
جلست مكانها و أخذت تتطلع إلى ما حولها
و فجأة دب الرعب في قلبها فما حولها
أشبه بمتاهة لا نهاية لها
رفعت أنظارها نحو السماء وجدتها غريبة اليوم
يميل لونها بين عدة ألوان وقد طغى عليها الرمادي الداكن
و قد شدها هذا اللون فبعد ساعات طوال أمضتها بالسير
يجب أن يكون الوقت أقرب إلى الشروق
مهلا ً أصبحت تستمع إلى همهمات من حولها
سرعان ما تحولت إلى أصوات عالية أخافتها
ولكن ما أفزعها حقا عندما تعرفت إلى أصحاب هذه الأصوات
فما هم إلا والداتها و والدها و صديقتها المقربة
ولكن لماذا لا تتبين ماذا يقولون
يبدو و كأنهم يحاولون مساعدتها
أرهفت السمع حتى تتبين ماذا يقولون
فسمعت والدتها تبتهل إلى الله وتدعوه
أن يرحم أحدهم ولكن لم تتمكن من معرفة
هوية ذلك الشخص
وجدت والدها يقول كلمات أشبه بمواساة
ولكن رغم ذلك يتخلل صوته هو الآخر الألم والحزن
وحتى قد تكون غصةٍ يحاول كتمانها
و قد آلمها ذلك كثيراً
أرهفت السمع مرة أخرى إلى صديقتها
فسمعتها تقرأ الفاتحة على روح أحدهم
حاولت الإنصات علها تعرف هوية الشخص
الذي يذكره الجميع
ولكن مهلاً فقد كانت هي
إنها هي من يدعون لها بالرحمة
كيف ذلك جُنَّ جنونها
حاولت الصراخ
و أن تقول لهم أنها حية ترزق
أنها هنا تستمع إليهم
ولكنها لم تستطيع
و گأن صوتها لم يعد يخرج
حاولت......... وحاولت..........
إلى أن استسلمت إلى الواقع المرير
وسلمت أمرها إلى خالقها فهو أعلم بحالها
وفجأة استيقظت فزعة فما كان
ذلك كله إلا أضغاث أحلام