من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد .... !!!!
بدوي أحب فتاة من قبيلته ذات حسن وأدب وأخلاق ودين ، وبعد فترة تزوجها على سنة الله ورسوله
ومضى عام على زواجه
ونشبت بينه وبين أحد أبناء عمومته مشاجرة كبيرةفقتله
ورحل مع زوجته بعيداً عن الديرة كما تقتضيه الأعراف القبلية وتوجه الى ديار قبيله ثانيه وكان صاحبنا دائم الجلوس عند الشيخ في مجلسه مثله مثل رجال القبيلة للسمر وتدارس مختلف الأمور
وفي احد الايام مر الشيخ من أمام بيت البدوي
وشاهد زوجته فسُحِر بجمالهاواستولت على لبه وعقله
وخطرت له فكره شيطانيه وهي:
ان يبعد الزوج عن البيت لينفرد بالزوجة
ويقضي منها وطرا ً .
فعاد إلى مجلسه ، وكان عامرا ً بالرجال ومن بينهم البدوي
فقال :
ربعي ! علمت أن الديرة الفلانيه فيها ربيع ما مثله !
وأريد أن ارسل إليها أربعة رجال يرودونها ، ويتأكدون من الربيع فيها ، واختار أربعة من الرجال ومن بينهم زوج المرأه
فسار الأربعة بكل طيب خاطر
والمكان الذي ذكره يستغرق ثلاث ايام ذهاب الفرسان وإيابهم ، وعندما ارخى الليل سدوله وانتظر الى ان تنام الناس
سار الى بيت جيرانه بيت البدوي وكانت نائمه
وعمدٱ ارتطم في العامود واحدث صوتاً
حتى فاقت المرأه وصاحت : من باالبيت ؟!
الشيخ : انا فلان شيخ العرب اللي انتم نازلين عنده !
البدويه : حياك الله ! وماذا تريد يا شيخ العرب
في مثل هذا الوقت ؟!
الشيخ أذهلني جمالك عندما رأيتك ، وسلبت عقلي وقلبي مني ، وأريد قربك ووصالك !
البدويه : لا مانع عندي ! بشرط ، عندي لغز
اذا حليته أبشر !
الشيخ : أشرطي وتشرَّطي ، وجميع شروطك مُجابة !
البدويه : حتى لايجيف اللحم ( أي يتحول إلى جيفة ) يرشون عليه الملح ! فمن يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد ؟!
ولك أن تستعين بمن تريد ، فإذا جئتني بالحل صرت لك كما تريد !
الشيخ : أنصفتِ ، وسآتيك بالحل في الليلة القادمة !
ذهب الشيخ الى بيته بخفي حنين ، وأمضى ليله يفكر بحل اللغز ولم يصل إلى نتيجة ، وثاني يوم وكانوا الرجال جالسين في مجلسه .
سأل الشيخ الجالسين: حتى لايجيف اللحم يرشون عليه الملح ! من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد ؟!
وكل من رد من الحضور كان رده على قدر فهمه وعلمه ، فلم يقتنع الشيخ برأي واحد منهم ، وكان احد الرجال المحنكين الدهاة أصحاب الفطنة والحكمة والعلم والأدب والدين موجودا ً في المجلس ، لكنه لم يقل شيئا ، وانصرف جميعٱ
إلا هو لم ينصرف ، فقد بقي في المجلس .
فسأله الشيخ: أنت ما جاوبت على سؤالي !
قال له الحكيم : أردت أن أكلمك على إنفراد !
أصل اللغز بيت من الشعرقاله أمير أهل الحديث
وهو أبو سفيان الثوري ، وبيت الشعر هو :
يا رجال العلم يا ملح البلد
من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد ؟!
وإن لم يخب ظني فإنك ٌ راودت امرأة عالية المقام في الذكاء والعلم والدين والأدب عن نفسها، فأرادت أن تصدك
ولا تفضحك ، وأن تكسبك كأخ لها ولا تخسرك وتزيد إلى أعدائها أعداء أهلها عدوا بحجمك ومقامك
وتحفظ بعلها إن غاب وإن حضر ، وقد قالت لك ما قالت ، وكأنها تريد أن تقول لك ولمن سمعك :
يا شيوخ العُرب يا ملح البلد
من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد ؟!
فهي تقصد : إن الرجل من القبيلة إذا فسد أصلحه
شيخ القبيلة كما يصلح الملحُ اللحم !
فمن يصلح الشيخ إذا الشيخ فسد ؟!
وكأن هذه الاجابه أيقظت ضميره النائم ،وقلبه الهائم
وعقله الظالم ، وأصابه الخجل الشديد من فعلته الشنعاء ، وملأه الندم على ما كان منه المكائد والمفاسد !
وقال : أصبت كبد الحقيقة أيها المبجل !
فاستر عليَّ زلتي سترك الله في الدنيا والآخرة !
وكتم الأمر ، ولم يتطرق له بعد
بل جمع أخواته ، وذهب بهن إلى بيت زوجة البدوي الشريفه الحكيمه
نهارا ً جهارا ً
واستأذن صاحبة البيت بالدخول
فقامت تهلي وترحب بجميع القادمات
وجلست النسوة بينما بقي واقفا ً أمام الباب
وقال : اشهدن يا من حضرتن فأنتم اخواتي لحم ودم
إن صاحبة هذا البيت أختي مثلكن بعهد الله
والخاين يعاقبه الله
! وانصرف مستحيٱ!!!