يُبكينا.....!
ما الذي أصبح يُبكينا؟،
يفيض الوجع فينا...
يُسيل أودية الوحشة
بلا دمع.. نبكي كلّ مافينا!
بلا صوت.. نشكي ضمير مات
وحب ضآع
ودرب تآه بنا عن كل معانينا!
أَيّ حب هذا بربكم؟!
ما عدنا نؤمن بوجوده!
ما هو إلا كذب وأوهام!
أين الوعود ..
أين الإهتمام
أين الودّ والوئام؟
أين السَكن والأمآن؟!
نبحث نحن عن أسسه
نقراء عن قواعده
نتعلّم أبجدياته
تلك التي تبدأ بالوفاء
ندرس في كتب الغرام
نهيم بشعر من يدّعون بأنهم "العُشّاق" !
وبلقطات من تلك الروايات
لأبطال لا وجود لهم في الحياة!
ولحب كله كلمات! .. لعب.. ومراوغات!
حبر على ورق
خيالات!
مسرحيات!
يُبكينا.....
ماذا بعد يُبكينا؟ ،
أهي تلك الأحلام؟
أم طفولة بُنيت على بريق لغدٍ كذّاب
عالم الكبار!
يا له من حلم خدّآع
أنطوق للمرار؟
أم نسعى نحن للقرار؟
غُرِّرَ بنا.. وظننا بأننا صُنّاع القرار!
ما علمنا أننا دُمى بأيديهم
يؤلمنا الإدّعاء!
ما كان عالمهم إلا ابتلآء!
ومقبرة للأحلام.. والأفكار!
يبكينا أيضاً..
تلك الشعلة التي كانت تدفعنا للإمام
تُثير النبض.. فيجري الدم في عروقنا
وتتفجّر طاقتنا كالبركان!
حماسة كانت تُشعل في عيوننا بريق الحياة
لنشعر أنه لا شيء له أن يهزمنا أبداً
وأننا أبطال بأيدينا سوف نغيّر معالِم الحياة
كما نهوى سوف نُشكّلها
سوف نكون نجوم
نُبهر الأنظار!
يا لها من مأساة!
أين تلك السماء؟!
مدفونون نحن
في سابع أرضٍ
لا نور يصلنا
وفقدنا أيضاً ذلك السرآب
فعشنا في ضلال
فقدنا ثرواتنا.. قوتنا... والإهتمام
أصحاب كهف أصبحنا
لا نفقه قولاً .. نتمنّى النسيان
إن لم يكن الزوال!
أولربما هو الجنون
ما يمكنه أن يُسكّن ألآم الخذلآن
ترحّمنا على علمٍ..
نحن.. بأيدينا قتلناه!
بعد أن قَتَلنا.. بعجزنا أمام كل ما عرفناه!
أنبصر النور من جديد؟
أنصنع البدايات؟
أتشرق شمسنا بعد مغيب قدّ طآل؟
مازل الصدر يتنفس ذرّات الصبر
ويلهث بالدعاء
لبهجة النجاح والصلاح!
لفرحة يُحلّق بها للفضاء!