"مشكلة العالم أن الأغبياء والمتشددين واثقون بأنفسهم أشد الثقة دائما، أما الحكماء فتملأهم الشكوك" برتراند راسل..
في سنه 1995 أراد مواطن اسمه McArthur Wheeler سرقة احد البنوك فقرر دهن وجهه بعصير الليمون !! لاعتقاده ان الليمون يستخدم كحبر سري على الورق ، فبالتالي يمكن أن يُستخدم لإخفاء وجههه !! .
بالطبع عصير الليمون لم يخفِ وجهه و تم القبض عليه في نفس اليوم !! ...
اثنان من علماء النفس هما Dunning & Kruger لما علموا بهذه القصه ،
قرروا دراستها بصوره اعمق و سألوا أنفسهم
من أين جاء McArthur Wheeler بكل هذه الثقه؟؟ .
كيف يستطيع أحد بهذا الجهل أن يتخذ قرارا جريئا بسرقة بنك ؟!!
لماذا لم يسمح لنفسه بدراسة هذا المقترح العبقري ؟!
لماذا لم ياخد رأي الناس او يسأل أي شخص آخر ؟!
كيف لم يشُكّ ولو للحظة في غبائه ؟! ..
في سنه 1999 توصل العالمان إلى ما سموه الـ Dunning–Kruger effect والذي ينص على ان الانسان الجاهل يكون اشد ثقه في ارائه و نفسه من الانسان المدرك او العارف ، حتى القرارات التي يتخدها تكون بصوره اكثر غرورا عن قرارات الانسان المثقف او القارئ ! ..
والتفسير ان الجهل الذي يصيب الانسان الجاهل ، يتضمن أيضا جهله بمدي ضعفه ، فيكون غير مدرك لمدى قلة درايته..
كما يتضمن أيضا جهله بالصوره العامه و بوجود افكار او مقترحات مختلفه يمكن أن تكون اقوى من افكاره العقيمه الجاهله ! ...
ببساطه الـ Dunning–Kruger effect هو جزيره الجاهل السعيده..
الجزيره التي يعيش عليها و يتخيل ان لا شيء آخر حوله..
يتخيل ان جهله هو قمه المعرفه الموجوده ! ..
علي عكس الشخص الواعي بأن هناك اماكن أخرى غير جزيرته موجوده و مطلوب منه انه يزورها ليستطيع أن يشكل رأيه بصوره اشمل و اقوى ..
لذا فالانسان الذي يقرأ و يتثقف باستمرار يكون دائما اقل ثقه في معلوماته عن الجاهل , نظرا لأنه يعلم انها ليست حقيقة مطلقة و ربما تتغير في اي وقت او تتطور لشيء مختلف لمجرد علمه بشيء جديده ، وهذا ما يسمى
الـ The Worse-Than-Average Effect ..
و من هنا نستخلص ان الجهل مصدر ثقه كبيره للشخص الجاهل ..
ويوفر على صاحبه مشقة الجهد و البحث
الجهل يحميه من التفكير و الشك
و الجهل يبرر له اي حماقه او سذاجه يقوم بها.. على عكس المعرفه المُرهقه المُتعبه
ببساطه إذا أردت العيش براحة واثقاً بنفسك و رأيك..
إذا أردت أن تعيش فرحا بقراراتك و مستمتعا بقناعاتك..
إذا أردت أن تعيش مشاهداً للعالم من زوايه واحده من غير شك أو تعب ...
الحل ... عش جاهلا